تفكيك خلايا ارهابية في تنظيم داعش

جريدة البديل السياسي
مع توالي إحباط مخططات إرهابية دموية من قبل السلطات المغربية، ونجاح الأجهزة الاستخباراتية في عمليات استباقية لتفكيك خلايا خطيرة تنتمي إلى تنظيم “داعش” بمنطقة الساحل الإفريقي، آخرها توقيف 12 متطرفا بمدن العيون والدار البيضاء وفاس وتاونات وطنجة وأزمور وجرسيف وأولاد تايمة وتامسنا، يعود الحديث حول منابع الإرهاب بإفريقيا وباقي دول العالم وضرورة تجفيف المستنقعات لحماية أمن وسلام الشعوب ومحاربة التطرف والجريمة بأنواعها.
إن حماية مليشيات البوليساريو للإرهاب وضمان تدريب إرهابيين بعيدا عن المراقبة الدولية، يعتبر جريمة دولية وخطرا يهدد ببلقنة المنطقة الإقليمية، ويستدعي الحزم من قبل جميع الدول التي يتهددها خطر الإرهاب عن قرب، وضرورة تدخل المؤسسات الدولية من أجل تجفيف مستنقعات الإرهاب، للقضاء عليه بشكل نهائي والحد من خطره على السلم والاستقرار بالمنطقة.
لابد من الإشارة كذلك إلى الفوضى التي تشهدها أعماق الصحراء الجزائرية، وفشلها في المراقبة الأمنية الدقيقة، واستغلال بعض المناطق من قبل الخلايا الإرهابية للتدريب بشكل مريح، وإنشاء قواعد سرية تهدد السلم والأمن بالمغرب العربي وإفريقيا بشكل عام، كما أن ارتباطات تنظيم “داعش” تبقى عالمية ويمكن أن يصل خطرها كل البلدان بدون استثناء.
لقد سبق تسجيل اتهام مالي للجزائر بـ”دعم مجموعات إرهابية” في شطرها الشمالي الذي يشهد تمردا للطوارق، داعية إياها إلى “الكف عن جعل مالي رافعة لتموضعها الدولي”، كما أعلن المجلس العسكري المالي “إنهاء” اتفاق السلام الذي وقع في الجزائر عام 2015 “بمفعول فوري”، والذي اعتبر لوقت طويل عاملا حيويا لإرساء الاستقرار في مالي، وهذا كله يدل على استغلال الجنرالات للإرهاب في خدمة أجندات ضيقة، ولعبهم بالنار التي يمكن أن تحرق الجميع لأن النار ليست لعبة تماما.
لتنعم شعوب المنطقة الإقليمية وباقي الدول الإفريقية، بالسلام والأمان، لا تراجع عن استراتيجية تجفيف منابع الإرهاب والتطرف والبحث في ارتباطاتها السرية بالميليشيات المسلحة والكيان الوهمي البوليساريو وكافة الجهات التي تدعمه، والذي لا يمكن القبول باستمرار جرائمه البشعة التي يخفيها تحت مسميات تجاوزها الزمن.
في ظل استراتيجية الدول العظمى للاستثمار في الصحراء المغربية، وضخ الملايير في مشاريع كبرى، وإنشاء منصات انطلاق نحو العمق الإفريقي لبناء علاقات اقتصادية وتجارية وعسكرية متعددة وفق مستجدات التطورات العالمية، لابد لجسر العبور وبوابة إفريقيا أن يتم تطهيره من شبكات الإرهاب والكيان الوهمي الذي يحميها رفقة مافيا الاتجار في الممنوعات والتهريب والاتجار في البشر والأطفال ورعاية التطرف ومحاولة إثارة الفوضى لزرع الخوف بدل اطمئنان السياحة ورأس المال والاستثمارات وضمان الاستقرار الأمني والسلام.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار