تفعيل لجنة رقابة أسبوعية دائمة داخل المستشفيات العمومية بالمغرب

بدر شاشا – جريدة البديل السياسي

في إطار سعينا الجماعي نحو تحسين الخدمات الصحية، وضمان جودة الرعاية، وتعزيز ثقة المواطن في منظومتنا الصحية العمومية، أود أن أطرح مقترحًا أراه بسيطًا في تنفيذه، عظيمًا في أثره، واضحًا في أهدافه: تفعيل لجنة أسبوعية دائمة تقوم بزيارة جميع المستشفيات العمومية بالمغرب، تُعنى بمراقبة الجودة، السلامة الصحية، التجهيزات، وأداء الأطر الطبية والإدارية.

لسنا بحاجة إلى شعارات جديدة بقدر ما نحن بحاجة إلى آليات فعالة، منتظمة، وواقعية، تشتغل من داخل الميدان. اللجنة المقترحة، إن تم تفعيلها بطريقة مدروسة، يمكن أن تشكل فارقًا كبيرًا في واقعنا الصحي. دعوني أوضح كيف:

. رقابة دائمة، لا ظرفية

كثيرًا ما نرى لجان تفتيش تظهر فقط بعد وقوع مشكل أو تداول قضية صحية في الإعلام. لكن اللجنة التي نقترحها هي لجنة أسبوعية دائمة، تمر على المستشفيات بشكل دوري، بجدول محدد، وبتقارير موثقة. هذا النوع من الرقابة لا يُفاجئ أحدًا، بل يُحفّز الجميع على الالتزام بمعايير الجودة طوال الوقت، وليس فقط أثناء “الزيارات المفاجئة”.

. السلامة الصحية فوق كل اعتبار

اللجنة ستعطي أولوية قصوى لمعاينة ظروف النظافة، جودة الأدوية، صلاحية التجهيزات، ومعايير التعقيم، وكل ما يندرج ضمن إطار السلامة الصحية. لأن صحة المواطن لا تحتمل التساهل، ولا الأعذار.

. تقييم عمل الأطقم الطبية والإدارية

من المهم أن يكون هناك تقييم دوري لطريقة عمل الأطباء، الممرضين، والإداريين. لا بهدف العقاب، بل لتحفيز الجادين، وتكوين المتعثرين، وتصحيح الاختلالات. التقييم الحقيقي يبدأ بالإنصات لجميع الأطراف، وليس من خلال تقارير سطحية تُكتب من المكاتب.

. رصد حاجيات البنية التحتية والتجهيزات

اللجنة يجب أن تُعنى كذلك بمراقبة وضع التجهيزات، ومتابعة الصيانة، وتحديد النقائص في المعدات الطبية، خاصة في المستشفيات التي تعاني من الإهمال أو قلة الموارد. لأن جودة الخدمة لا يمكن أن تتحقق بدون وسائل عمل محترمة.

. شفافية وتواصل مع المواطن

لا بد أن تنشر اللجنة تقاريرها بشكل دوري وعلني، حتى يطّلع المواطن على واقع المنظومة الصحية في منطقته. الشفافية تبني الثقة، وتحمي الجميع، وتخلق تفاعلًا إيجابيًا بين المواطن والمسؤول.