تزايد عدد المطرودين من الجزائر يحوّل النيجر إلى “جحيم” للمهاجرين الأفارقة
جريدة البديل السياسي :
كشفت المنظمة الدولية للهجرة أن عدد المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل ويعيشون في ظروف محفوفة بالمخاطر في أساماكا، في منطقة أغاديز شمال النيجر، في تزايد مقلق، لا سيما في ظل ارتفاع أعداد المطرودين من الجزائر الذين يعدون بالآلاف.
وكشفت المنظمة أن منطقة النيجر عرفت، في الأشهر الأخيرة، زيادة حادة في عدد المهاجرين العائدين من شمال إفريقيا. ويأتي ذلك بعد أيام على تنبيه منظمة “أطباء بلا حدود” إلى الظروف القاسية التي عاشها 4 آلاف و677 مهاجرا وصلوا إلى أساماكا سيرا على الأقدام بعد ترحيلهم من الجزائر، حيث أصبحوا عالقين في الصحراء ولم يتمكن سوى أقل من 15 في المائة منهم من الحصول على المأوى أو الحماية عند وصولهم.
وقبلها بأيام، ناشدت “أفق بلا حدود” (HSF)، وهي منظمة دولية غير حكومية، الملك محمدا السادس من أجل إطلاق المبادرة الإفريقية بشأن الهجرة الدولية بغية إدارة أفضل للشباب الذين يسعون إلى مستقبل كريم؛ وذلك عقب طرد الجزائر نحو 1000 مهاجر يتحدرون من دول جنوب الصحراء الكبرى إلى الحدود مع النيجر.
وتقدر المنظمة الدولية للهجرة أن 7 آلاف و700 مهاجر تقطعت بهم السبل حاليا في النيجر، وهم في حاجة ماسة إلى الغذاء والمياه النظيفة والمأوى والمساعدة الطبية والحماية، بما في ذلك 5 آلاف في منطقة أساماكا.
وأبرز المصدر ذاته عدد المهاجرين العالقين في النيجر، والذين يسعون إلى الحصول على مساعدة المنظمة الدولية للهجرة، زاد بنسبة 35 في المائة في عام 2022 -حينما قدمت المساعدة لأكثر من 17 ألف مهاجر- مقارنة بعام 2021، مشيرا إلى أن هذا العدد يستمر في النمو في العام الجاري.
ودفع العدد المتزايد للمهاجرين الوافدين على النيجر المنظمة إلى إنشاء سبعة مراكز عبور على طول طرق الهجرة في منطقتي أغاديز ونيامي، حيث يتلقى المهاجرون الذين هم في أوضاع هشة خدمات حماية.
وأشارت المنظمة الدولية للهجرة إلى أن هذا الارتفاع المقلق في أعداد المهاجرين يضطر هذه المراكز إلى العمل بكامل طاقتها، موضحة أنه بينما يستفيد حاليا 1500 مهاجر من خدمات مراكز أساماكا هناك 3 آلاف و500 آخرين ينتظرون المساعدة خارجها.
وبفعل ذلك، باتت الأولوية تُعطى، وفق القائمين على هذه المراكز، للمهاجرين ذوي احتياجات خاصة مرتبطة بسنهم وجنسهم وحالاتهم الطبية والعقلية وعوامل الخطر الأخرى على حياتهم، فضلا عن الأفراد الذين تعرضوا لانتهاكات لحقوقهم خلال رحلة الهجرة أو في بلدهم الأصلي.
ويتمتع المهاجرون في هذه المراكز بإمكانية الوصول إلى خدمات الحماية التي تراعي السن ونوع الجنس؛ بما في ذلك دعم العودة الطوعية إلى بلدهم الأصلي، وإعادة الاندماج فيه بالتنسيق مع الحكومة المضيفة وحكومات المنشأ.
ويواجه المهاجرون الذين تقطعت بهم السبل رحلات محفوفة بالمخاطر، ويسافرون غالبا عبر مناطق النزاع ويواجهون انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان؛ مثل الابتزاز والعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي والوحشية والاحتجاز في ظروف غير إنسانية.
ومنذ عام 2016، قدمت المنظمة الدولية للهجرة الحماية والمساعدة للبقاء على قيد الحياة في النيجر لأكثر من 95 ألفا ومائتي مهاجر في أوضاع هشة.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار