جريدة البديل السياسي – الأستاذ جمال الغازي
دعت القنصلية العامة للمملكة المغربية بدوسلدورف فعاليات الجالية المغربية ورواد العمل الجمعوي لحضور لقاء وطني مميز، جسّد روح الانتماء للوطن واستحضار قيم النضال التي صنعت تاريخ المغرب الحديث. وقد شاركت جمعية أبناء الناظور في أوروبا بقوة في هذا الحدث، إيماناً منها بأن هذه المناسبات الوطنية هي فضاء لترسيخ الوعي التاريخي وتعزيز روابط الوحدة والعمل الجماعي.
كان حضور رئيس جمعية أبناء الناظور في أوروبا، السيد حسن الصبابي معية نائبه جمال الغازي، لافتا ومؤثرا في هذا الاحتفال الوطني، إذ حرصا منذ بداية اللقاء على التواصل مع مختلف الفاعلين الجمعويين، داعيان إلى تقوية جسور التعاون وتوحيد الجهود خدمة للجالية المغربية وتعزيزا لصورة الوطن في بلد الاستقبال. وقد تميّزا بتحركات ومشاورات دؤوبة داخل القاعة ، إضافة إلى نقاشات بناءة مع طاقم القنصلية وعلى رأسهم السيدة القنصل العام.
وفي مداخلة جمال الغازي خلال هذا الحدث الوطني، شدد على أن إحياء ذكرى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال ينبغي ألا يكون مجرد احتفال عابر، بل محطة لترسيخ القيم الوطنية في نفوس الأجيال. وأكد على أهمية الاطلاع على جميع المحطات التاريخية للقضية الوطنية، الممتدة من سنة 1895 إلى أواخر 1976، باعتبارها مفاتيح لفهم السياق وصون الوحدة الترابية بمنطق المعرفة والحجة.
كما أبرز ضرورة تبليغ هذه الحقائق التاريخية للآخرين بلغاتهم داخل المجتمعات الأوروبية، وتربية الأجيال الصاعدة على الوطنية الحقيقية المبنية على خدمة الإنسان والوطن دون انتظار المقابل ، قبل ختام كلمته أتحف فيها الحضور بقصيدة زجلية جميلة باللغة الأمازيغية الريفية، عبّر من خلالها عن مشاعر الانتماء والحب للوطن.
وقد تفاعل معه الحاضرون بحرارة، حيث لقيت كلماته صدى واسعا وتصفيقات حارة لما تميزت به من صدق التعبير وقوة الإحساس والارتباط بالهوية الثقافية المغربية المتنوعة. وفي هذا الإطار، أبرز السيد حسن الصبابي أهمية الاستثمار في الشباب، مستشهدا بتجارب واقعية لشباب انطلقوا أطفالا في جمعية ليبيركوزن، وأصبحوا اليوم جزءا من النسيج الإداري والمسؤوليات المحلية في مدن إقامتهم، مما يعكس أن الشباب هم امتداد المسيرة وركيزة المستقبل ، خاصة وأن العديد منهم أصبحوا فاعلين في الحياة السياسية والاجتماعية، ويتولون مناصب مهمة في المجالس المحلية.
وضرب مثالا بمدينة ليفركوزن، حيث أصبح أحد أبناء الجالية المغربية أول نائب لعمدة المدينة، وهو إنجاز يعكس المكانة المتقدمة التي بات يحتلها الشباب المغربي في المجتمع الألماني كما اضطلعت جمعية أبناء الناظور في أوروبا بدور محوري في هذا اللقاء، إذ حرصت على التفكير في مستقبل العمل الجمعوي واستمراريته، خاصة وأن الجيل الأول من المهاجرين إما تقاعد أو عاد إلى أرض الوطن. ومن هنا جاءت ضرورة إعداد جيل جديد يحمل المشعل.
وبهذه المناسبة الوطنية العزيزة، يتشرف مكتب جمعية أبناء الناظور في أوروبا بتقديم أسمى عبارات الشكر والامتنان للسيدة القنصل العام بوثينة بوعبيد على روحها الإنسانية الرفيعة وحرصها الدائم على دعم مغاربة العالم وخدمتهم. كما نتقدم بالشكر للأستاذ الخصاصي، وكيل القنصل العام، على تواصله الراقي ومهنيته العالية، وللأستاذ رياض عبد المجيد على قيامه بواجبه بكل التزام ومسؤولية على رأس مصلحة الشؤون الاجتماعية، وعلى انفتاحه الدائم على التعاون والتكامل.
ختاما، تجدد جمعية أبناء الناظور في أوروبا التزامها بخدمة مغاربة العالم، وتشبثها بثوابت الوطن ومقدسات الأمة، واستعدادها الدائم للمشاركة الفعالة في كل المبادرات التي تعزز



تعليقات
0