ضيف البديل

بلا عنوان قصة من الواقع ..بقلم الأستاذ فارس الرواح

الأستاذ فارس الرواح – جريدة البديل السياسي :

بلا عنوان ..

أتذكر قبل سنوات من الآن أن شابا في عقد الثالث كان متزوجا بسيدة وكانا يقيمان بمنزلهما ضواحي إحدى المدن الشرقية ، حيث أثمرت تلك العلاقة عن ولادة طفل واحد ، غادرت به بيت الزوجية بعد ولادته بأسبوع فقط بسبب خلافات ومشاكل بينهما إلى منزل والدها بإحدى المدن الشمالية ، ثم بعد مدة ستنتهي تلك العلاقة بالطلاق للشقاق كانت هي من بادرت بتقديمه .

لتبدأ إجراءات تنفيذ مستحقات إبنهما الوحيد ” النفقة ، الحضانة وأجرة السكن ” التي كانت قد حددت إجماليا في مبلغ 1000 درهم ، في حين كانت هي قد تنازلت عن جميع حقوقها ، وكان الرجل في كل مرة يمتنع عن الأداء وكانت نتيجته أن دخل للسجن ثلاث مرات متتالية ، ذات يوم تنبه إلى أن عقد ازدياد إبنه قد سلم له من قبل إحدى الجماعات التابعة لمدن الشمال في حين أن هذا الأخير قد ازداد بإحدى المستشفيات التابعة لمدن الشرق .

وكان لايزال يحتفظ بشهادته الطبية المسلمة له من قبل إدارة المستشفى ، في الوقت الذي كان الطفل قد بدأ يكبر شيئا فشيئا وقد وصل إلى سنه الخامس ، الأب وجدها فرصة لرد الصاع صاعين فالأمر في نظره يتعلق بالتزوير وقد تساءل كيف تم تسجيل إبنه بتلك الجماعة وهو مزداد بمكان آخر بعيد مئات الكيلومترات عن مكان تسجيل ولادته الحالية ؟ ومن وراء ذلك ؟؟

كان أول من اتصل به هو شيخ ” الدوار ” فالرجل كان قد بحث في الموضوع وعرف بأن عملية تسجيل الولادة تتوقف على إفادة عون السلطة ، شيخ ” الدوار” أول ما سمع وفهم الموضوع ذهب ليجدد وضوءه ، في اليوم الموالي حضر الشيخ ومعه ضابط الحالة المدنية وحضر والدا طليقته وحضرت هي وإبنها أيضا .

الكل يترجاه ألا يقدم أي شكاية في الموضوع وأن جميع طلباته مستجابة ، الأب كان له طلب واحد وفقط فاجأ به الجميع خاصة أم الطفل ، طلبها أن تتنازل عن الطفل بشكل نهائي وبأن يذهب رفقته حالا دون ذلك لا تفاهمات أخرى ، الأم أغمي عليها فورا الإبن بدأ في الصراخ كيف له أن يذهب رفقته الآن وهو الذي لم يره من قبل ؟

موقف صعب للغاية حدث أمام أنظاري ، شيخ الدوار ومعه ضابط الحالة المدنية كان همهما أن تستجيب المرأة كي لا يقع ما لا يحمد عقباه فالأمر يتعلق بالتزوير .

بعد محاولات عديدة بإقناع الأم كي تتخلى عن إبنهما وقد زاد من تلك المحاولات والدها أما والدتها فكانت تبكي فقط ، في الأخير سيأخذ الرجل إبنه في مشهد صعب للغاية لم أستطع شخصيا تحمله ، أما الأم فلم أر حزنا على وجه امرأة من قبل كما رأيته على وجهها ، والقصة هذه لم أجد لها عنوان ..

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار