من هو؟

«باطرونا» القطاع الفلاحي تدخل على خط احتجاجات العمال

جريدة البديل السياسي

قلّلت جمعية منتجي ومصدري الخضر والفواكه، «أبيفيل»، من شأن احتجاجات العمال الزراعيين، التي انطلقت فجر يوم الاثنين الماضي، من نقط تجمع العمال والعاملات، قبل أن تتحول إلى وقفة احتجاجية أمام باشوية بيوكرى، بإقليم اشتوكة أيت باها.

وأكدت الجمعية، التي ينضوي تحت لوائها ملاك ومسيرو ومستغلو عدد من الضيعات الفلاحية، أن ما أسمته «أفعال الشغب ركزت في بادئ الأمر على نقط تجمع العمال في طريقهم إلى الضيعات، وطالت في وقت لاحق الدواوير التي تؤوي معظم اليد العاملة في المنطقة مستهدفة منع اليد العاملة من الالتحاق بمقرات عملهم في محاولة لشل القطاع وإثارة البلبلة في وسط العمال». وأبرز بيان الجمعية أن «محركي هذا العمل لجأوا إلى استعمال العنف المفرط ضد العمال ووسائل نقلهم مستعملين العصي والحجارة وحتى إشهار السلاح الأبيض في بعض الحالات، ما يفسر بأن هذه الأعمال التخريبية لا توحي بنمط عمل احتجاجي نقابي معهود نظرا لمستوى العنف المفرط المستعمل وانعدام أي مسطرة إدارية معهودة قانونيا».

وأبرزت جمعية المنتجين والمصدرين أن «هذا العمل الخارج عن نطاق القانون والمسؤولية لا يمكن أن يعتبر عملا احتجاجيا، وذلك لعدم قدرته على استقطاب اليد العاملة التي أبانت عن استماتتها وتشبثها بعملها محاولة الالتحاق بمقرات العمل رغم كل المخاطر والتحرشات».

في المقابل أكدت الجمعية على كامل انخراطها في الحوار الاجتماعي والالتزام بمقتضياته المنطقية والمعقولة، مع ضرورة استحضار الحالة الصعبة التي يمر بها القطاع في الوقت الراهن والناتجة عن الموجات الحرارية المتتالية التي عرفتها منطقة سوس ماسة، وكذا مستوى الشراسة المرتفع الذي سجل لعدد من الآفات والأمراض المعهودة مما يترتب عنها انخفاض في الإنتاج وإتلاف أجزاء من المحاصيل وبالتالي نقص في تزويد الأسواق على المدى المتوسط.

وفي هذا النطاق، دعا المنتجون والمصدرون، الوزارات المعنية والسلطات المحلية وجميع مؤسسات الدولة التي لها صلة بالموضوع والساهرة على ضمان الأمن المعهود، إلى ضرورة مواجهة هاته الظاهرة وأمثالها بكل عزم وحزم والعمل على توفير الحماية الشاملة اللازمة لكل مكونات القطاع من عمال وأرباب النقل وأصحاب الضيعات وممتلكاتهم.

وكانت منطقة اشتوكة أيت باها عرفت، منذ صباح الاثنين الماضي، احتجاجات عفوية عارمة لعمال وعاملات الضيعات الفلاحية بإقليم اشتوكة أيت باها، وذلك للتنديد بأوضاع اشتغالهم داخل الضيعات، حيث رفعوا شعارات قوية ضد «باطرونا» الفلاحة، منددين بأوضاعهم المعيشية وظروف عملهم المزرية داخل الضيعات.

ويرفع هؤلاء العمال والعاملات مطالب، منها رفع أجورهم التي اعتبروها هزيلة ولا تتناسب مع ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، ذلك أنها بقيت محصورة في 80 درهما لليوم فقط، فيما قطاعات أخرى تم رفع أجور عمالها مرات عديدة. ويطالب المحتجون بأن ترتفع أجورهم إلى 150 درهما لليوم بدل 80 درهما المعمول بها حاليا، إضافة إلى ضرورة تحسين ظروف العمل داخل الضيعات، حيث يعاني العمال والعاملات بشكل كبير من سوء المعاملة والتعسف والظلم والجشع الذي يمارسه أرباب الضيعات ومساعدوهم، منددين بطرق نقلهم إلى الضيعات الفلاحية من أمكنة تجمعهم، حيث يتم نقلهم في دراجات ثلاثية العجلات، وعبر عربات نقل تفتقد إلى أبسط شروط السلامة. ومن المطالب المرفوعة، كذلك، ضرورة تمتيع العمال والعاملات الزراعيات بالتغطية الصحية في إطار الحماية الاجتماعية.

 

 

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار