جريدة البديل السياسي – الأستاذ جمال الغازي
انطلاقا من حرص جمعية أبناء الناظور في أوروبا على تتبع ما يهم مدينتنا الأم من أوراش تنموية، وبروح مواطنة مسؤولة قائمة على المساهمة الإيجابية وتغليب المصلحة العامة، تودّ الجمعية أن تقدم هذا التوضيح والقراءة بخصوص مشروع إعادة تهيئة المركز التاريخي لمدينة الناظور، وبالخصوص شارعي محمد الخامس والحسن الثاني.
لقد تابعت الجمعية ما تم الإعلان عنه بخصوص هذا المشروع، كما وقفت عند ما أشارت إليه وكالة تهيئة بحيرة مارتشيكا بكون إعادة تهيئة شارع محمد الخامس وشارع الحسن الثاني تندرج ضمن مشاريعها، وبغلاف مالي يناهز 38 مليون درهم، في إطار إعادة الاعتبار للمركز التاريخي للمدينة. وهو توجه تُثمنه الجمعية من حيث المبدأ، لما يحمله من أهمية في تحسين جمالية الفضاء الحضري وتعزيز جاذبية المدينة.
وفي هذا السياق، ومن باب التوضيح وتنوير الرأي العام المحلي، يبرز تساؤل أول مشروع:

إذا كانت وكالة مارتشيكا هي الجهة المشرفة على إنجاز هذا الورش، كما ورد في معطياتها الرسمية، فكيف يمكن فهم تقديم المشروع في بعض التصريحات على أنه مشروع تابع لجماعة الناظور؟ إن هذا التساؤل لا يُطرح بدافع التشكيك أو الاصطدام، وإنما من منطلق الحرص على وضوح المعلومة، وتكريس مبدأ الشفافية في تدبير المشاريع العمومية، حتى تكون الصورة واضحة لدى الساكنة حول أدوار مختلف المتدخلين وتكاملها.
أما التساؤل الثاني، فيتعلق بمفهوم “المركز التاريخي” كما ورد في توصيف المشروع. فشارع الحسن الثاني الذي سمي باسم الملك الراحل الحسن الثاني مبدع المسيرةالخضراء، إلى جانب شارع محمد الخامس الذي سمي باسم ملك ضحى بعرشه من اجل استقلال بلده، يُعد من أقدم شرايين المدينة، ويختزن عناصر عمرانية ورمزية تشكل جزءا من الذاكرة الجماعية للناظوريين. ومن بين هذه العناصر الرصيف الوسطي الذي ظل لأكثر من قرن علامة مميزة لوسط المدينة وواجهة حضرية معروفة. ومن هذا المنطلق، تتساءل الجمعية، بكل احترام، عن مدى انسجام إزالة هذا الرصيف مع منطق الحفاظ على الطابع التاريخي، الذي يفترض أن يكون أحد مرتكزات المشروع.
وتؤكد الجمعية أن شارع محمد الخامس كان ولا يزال رمزا من رموز الناظور، ومحجا للمناسبات الوطنية والدينية، وفضاءً للقاء والترويح عن النفس بالنسبة لأجيال الستينيات والسبعينيات والثمانينيات. كما كان الشارع يتميز بغناه النباتي من أشجار وورود، ويعكس جزءا من التصميم الإسباني الجذاب الذي عُرفت به المدينة، والمعروف محلياً بـ“التشيكولاطي”، والذي منح الناظور هوية عمرانية خاصة.
وفي ظل ما تعرفه المدينة من تحديات متعددة، من تراجع للمساحات الخضراء، وضغط عمراني متزايد، وحاجة ملحة إلى مشاريع تُراعي الإنسان قبل البنيان، ترى جمعية أبناء الناظور في أوروبا أن هذا الورش يشكل فرصة حقيقية لإعادة الاعتبار لذاكرة المدينة، وتحقيق توازن بين متطلبات التحديث والحفاظ على الخصوصية التاريخية.
وإذ تؤكد الجمعية احترامها الكامل للمؤسسات المنتخبة والإدارية، وثقتها في نوايا مختلف المتدخلين، فإنها تعبر عن أملها في أن يتم تعزيز التواصل مع الساكنة ومكونات المجتمع المدني، والاستئناس بآرائهم، بما يضمن نجاح المشروع وجعله إضافة نوعية تليق بتاريخ الناظور وتطلعات أبنائها داخل الوطن وخارجه.
عن مكتب جمعية أبناء الناظور في اوروبا

جمال الغازي


تعليقات
0