جريدة البديل السياسي – محمد هوبان
قرية أركمان، قرية عريقة يزيد عمرها عن قرن من الزمن، عرفت خلال العقود الماضية رواجًا كبيرًا سواء في السوق الأسبوعي، أو في المجال الفلاحي، أو حتى في التجارة، من حيث المحلات والمقاهي، وكان من يملك محلًا أو مقهى في القرية يعيش حياة كريمة تكاد تُشبه حياة الملوك. حتى من كان يملك منزلًا كان له الحق في بيعه متى شاء، وكذلك من كان يملك مقهى.
ثم جاءتنا مؤسسة تُدعى “مارشيكا”، وأعلنت أنها ستقوم بتطوير القرية وتحويلها إلى ما يشبه الجنة. لكن بعد أكثر من عشر سنوات على وجود هذه المؤسسة، لم يتحقق أي شيء من تلك الوعود، بل على العكس، بدأت تنتشر شائعات حول نية هدم القرية.
ومنذ ذلك الحين، لم يعد بالإمكان شراء أو بيع الممتلكات، وأصبح الناس يخافون من الاستثمار أو البناء. لم يعد أحد يرغب في شراء أي شيء داخل القرية، وبدأ السكان في الهجرة نحو مدن أخرى مثل تطوان وطنجة. وتحولت القرية إلى مكان شبه مهجور، لا حركة فيه ولا رواج.
كان هناك بعض النشاط المرتبط بالقيادة، لكن حتى القيادة تم نقلها إلى تعاونية فتح واليوم هناك نية لإزالة الجماعة، وإلغاء السوق الأسبوعي، وحتى سوق السمك. وبهذا، ستتحول القرية إلى منطقة خالية، لا يسكنها إلا الكلاب الضالة.
ثانيا ▪︎لقد تم منعنا من البناء، وأصبح من يريد أن يبني ليس له الحق، والنتيجة أن الجميع توقف عن أي نشاط. وكل ما يمكننا فعله الآن هو أن نقول: حسبنا الله ونعم الوكيل.
كنا ننتظر من مؤسسة “مارشيكا” أن تفي بوعودها، فقد وعدتنا بمشاريع كثيرة كانت ستحيي القرية من جديد، مثل إنشاء كورنيش جميل على ضفاف بحيرة مارشيكا، وبناء ميناء صغير خاص بقوارب الرياضات البحرية، وإنشاء وادٍ يخترق القرية ليضفي عليها منظرًا جماليًا وحياة جديدة. كما وعدونا بخط نقل يربط قرية أركمان بمدينة الناظور، وبفرص شغل للشباب من أبناء المنطقة.
انتظرنا طويلًا، لكن للأسف، لم يتحقق شيء من ذلك. لم تُنجز أي من تلك المشاريع، وبقيت فقط وعودًا في الهواء. تعب الشباب من الانتظار، وفقدوا الأمل، فاختار الكثيرون منهم الهجرة.
بعضهم ركب قوارب الموت بحثًا عن حياة أفضل، فمات غرقًا في عرض البحر، والبعض الآخر انتهى به المطاف في المراكز أو الشوارع. كل واحد له قصة حزينة خلفها هذا
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
تعليقات
0