الناظور… غليان غير مسبوق ببني سيدال. منتخبون وجمعويون يطالبون كل من وزير الداخلية وعامل اقليم الناظور بالتعجيل برحيل قائد المنطقة، تنديدا بالشطط في استعمال السلطة ، والارتشاء، وتشجيع البناء العشوائي، وعرقلة مشاريع تنموية.
جريدة البديل السياسي / بتصرف عن الزميلة الشروق/
الناظور… غليان غير مسبوق ببني سيدال.
منتخبون وجمعويون يطالبون كل من وزير الداخلية وعامل اقليم الناظور بالتعجيل برحيل قائد المنطقة، تنديدا بالشطط في استعمال السلطة ، والارتشاء، وتشجيع البناء العشوائي، وعرقلة مشاريع تنموية.
"الشروق" تتوصل بشكايات من مواطنين تعرضوا للابتزاز من طرف قائد بني سيدال من اجل السماح لهم بالبناء الغير القانوني، ومصادر أخرى تتحدث عن توظيف وترقية أعوان سلطة بمبالغ مالية مهمة.
تباشر المصالح المركزية لوزارة الداخلية تحقيقاتها بخصوص التقارير التي رفعها مسؤولون بعمالة الناظور حول تجاوزات مجموعة من رجال السلطة بالإقليم ، وتعكف عدد من الأجهزة المختصة في جمع المعلومات، على إجراء أبحاث وتحريات حول مدى مصداقية معلومات تشير إلى تورط قائد بني سيدال في عدة قضايا فساد تسببت في احتقان اجتماعي ، وغليان غير مسبوق منذ تعيينه على رأس السلطة المحلية بالمنطقة.
وفي هذا السياق، أفادت مصادر مطلعة، ان مصالح وزارة الداخلية ،اتخذت سلسلة من الخطوات، استنادا على ما ورد إليها من شكايات وتظلمات، وما سجل من خروقات وتجاوزات من طرف قائد المنطقة ،وان اجرءات تأديبية ستتخذ في حقه، سيما بعد تنامي التذمر الذي ما فتىء يعبر عنه المواطنون، وكذا انسجاما مع توجه عامل الإقليم نحو ترسيخ إستراتيجية عمل القرب، والتفاعل الايجابي مع متطلبات الساكنة.
وفي سابقة هي الاولى من نوعها بالمنطقة ،ارتكب قائد بني سيدال مؤخرا جريمة ضد الإنسانية حينما أقدم على حجز شاحنات، كانت في عمل تطوعي نظمته جمعية محلية ،بتنسيق مع جماعة بني سيدال لوطا ،من اجل إصلاح مسلك طرقي يربط دوار"ازحافا" بالطريق الساحلي، الذي أصبح في حالة متردية بفعل السيول وانجرافات التربة التي خلفتها التساقطات الأخيرة، ما جعل سيارة النقل المدرسي التابعة للجماعة لا تصل إلى الدوار المذكور لنقل التلاميذ إلى مؤسساتهم التعليمية، وأن آباء وأولياء التلاميذ يلجئون إلى الاستعانة بالدواب لإيصال أبنائهم إلى اقرب نقطة يصل إليها النقل المدرسي ، خصوصا في الأيام الممطرة، والتي تبعد عن مركز الدوار بحوالي ثلاث كيلومترات، لذلك، بادر مجموعة من الشباب إلى القيام بهذا العمل التطوعي لفك العزلة عن الدوار المنكوب، الشيء الذي لم يستسغه قائد بني سيدال، وقام بمعية افراد القوات المساعدة، بحجز شاحناتهم ،ومنعهم من مواصلة إصلاح الطريق ،تنفيذا لتعليمات عامل الناظور حسب قوله، ما تسبب في غليان وسط الساكنة، وخروج عفوي لمآت المواطنين في مسيرة نحو مكان احتجاز الشاحنات بوادي "كرت"، وقاموا بمحاصرته في وقفة احتجاجية سلمية لأزيد من خمس ساعات. ولما وجد نفسه في ورطة، طلب تعزيزات أمنية خوفا من تطور الأحداث إلى الأسوأ. وفي هذا الصدد ،صرح احد الفاعلين الجمعويين، ان هذا الاحتجاج السلمي، سيتحول إلى مسيرة في اتجاه عمالة الناظور لإيصال معانات السكان إلى عامل الإقليم، بعدما منعهم قائد قيادة بني سيدال بإصلاح الطريق الوحيد الذي تربط دوارهم بالعالم الخارجي.
وكانت جمعية محلية، قد دعت إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر قيادة بني سيدال للتنديد بتصرفات القائد، قبل ان تقرر إلغاءها عقب إشعارها بان عامل إقليم الناظور بصدد إجراء أبحاث وتحريات، وانه سيتخذ في حقه إجراءات تأديبية طبقا للقانون.
من جهة أخرى ،يسجل العديد من المتتبعين للشأن العام المحلي ، انتشارا غير مسبوق للبناء العشوائي في كل من جماعة بني سيدال لوطا وبني سيدال الجبل،وغياب الدور الرقابي للسلطة المحلية التي تشتغل تحت وصاية عامل إقليم الناظور، فقد حولت المنطقة إلى ورش مفتوح للبناء الغير القانوني، إذ بلغ عدد المنازل التي بنيت بجماعة بني سيدال لوطا خارج الضوابط القانونية، حوالي اربعين منزلا في عهد القائد الحالي، ما يفوت على الجماعة مداخيل مالية مهمة ،كان من شانها ان تستثمر في مشاريع التنمية المحلية وفك العزلة عن دواوير الجماعة.
وفي هذا الصدد، توصلت إدارة جريدة "الشروق"، بشكايات من مواطنين تعرضوا للتهديد والابتزاز من طرف رئيس السلطة المحلية في مبالغ مالية مهمة من اجل غض الطرف والسماح لهم بالبناء دون سلك المساطر القانونية الخاصة بالتعمير.
ولم تقف تجاوزات القائد عند هذا الحد، فحسب معلومات توصلت بها الشروق من عين المكان، انه، ومنذ تعيينه على رأس السلطة المحلية ،قام بتوظيف مجموعة من أعوان السلطة برتبة "مقدم"، وترقية مجموعة أخرى إلى رتبة "شيخ" بمبالغ مالية تتراوح ما بين 30000 و70000 درهم للمنصب الواحد، كما ربط شبكة علاقات مشبوهة مع مهربين وتجار مخدرات، احدهم مبحوث عنه من طرف مافيا الاتجار الدولي للمخدرات، وكذا من طرف السلطات القضائية الاسبانية ،ويعتبر من الأصدقاء المقربين إليه . هذا البارون، الذي حول مقهي بأحد دواوير جماعة بني سيدال لوطا،بإذن من القائد، إلى ملهى ليلي ،ووكرا للدعارة ،كان يروج فيه جميع أنواع المخدرات والشيشة ، حيث تمت مداهمته مؤخرا من طرف العناصر الامنية، بعد نشر هذه الفضيحة بجريدة الشروق، اثر توصلها بشكاية مرفوقة بعريضة موقعة من طرف السكان المجاورين، والتي تعامل معها قائد الدرك الملكي بالناظور بكل جدية ومسؤولية ، كما تحولت منطقة بني سيدال في عهده، إلى قبلة للمهاجرين السريين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، وأصابع الاتهام تشير إلى تورط السلطة المحلية في تمويلهم وإيوائهم، وتسهيل عملية نقلهم إلى المناطق الحدودية لمليلية من اجل اقتحام السياج الحديدي المحيط بالمدينة المحتلة.
وحسب معلومات حصلت عليها الشروق، أن مسؤولا بعمالة الناظور، يتستر على جرائم هذا المسؤول الترابي ، بكونه يتوصل بنصيبه من "الكعكة" التي يطبخها القائد ببني سيدال، وسنكشف لاحقا عن أسم وصفة هذا " التمساح" ،ريثما نتحقق من صحة هذه المعلومات.
يذكر ان ما عرفته الحسيمة واجرادة وعدة مدن أخرى بالمملكة، من مظاهرات واحتجاجات، هو عدم إحساس المواطنين أنهم في دولة الحق والمؤسسات التي تحمي حقوقهم وتدافع عنها،وتورط العديد من أمثال قائد بني سيدال، في الكثير من الفضائح التي تفوح منها رائحة الفساد ، فمن غير المعقول ان لا تجيب الادارة على شكايات وتساؤلات الناس، وكأن الموطن لا يساوي شيئا ، وانه مجرد جزء بسيط في المنظر العام لفضاء الادارة يقول الملك محمد السادس في خطاب 14 أكتوبر 2016 .
لذا يطالب مستشارون جماعيون ببني سيدال، وكذا فعاليات المجتمع المدني، كل من وزير الداخلية وعامل إقليم الناظوربتحمل مسؤولياتهم، والتعجيل برحيل قائد المنطقة، تجنبا لحراك شعبي وشيك.
إعداد: هيئة التحرير
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار