البديل الرياضي

المغرب في المونديال # 3: الحسن الثاني والاهتمام بتفاصيل اللاعبين في مونديال 1986

جريدة البديل السياسي :

على بعد أيام من انطلاق كأس العالم بقطر، يمني الجمهور المغربي النفس بتكرار إنجاز مونديال 1986 والتأهل إلى الدور الثاني إذ يعتبر المغرب أول منتخب عربي وإفريقي يتخطى حاجز الدور الأول في كأس العالم.

بعد مشاركتهم للمرة الأولى في كأس العالم، بنسخة المكسيك 1970، غاب المنتخب المغربي عن المسابقة الكروية الأهم في العالم، لمدة 16 سنة، وكانت ثاني مشاركة له في مونديال المكسيك لسنة 1986.

ونجح المنتخب المغربي في التأهل، بعد احتلال صدارة المجموعة الاقصائية التي ضمت سيراليون ومالاوي ومصر وليبيا، وكان جل لاعبي المنتخب المغربي يلعبون في البطولة المحلية، فيما تولى مهمة التدريب البرازيلي المهدي فاريا، ولم تكن القرعة رحيمة بالمغرب إذ أوقعته إلى جانب بولندا وإنجلترا والبرتغال.

وبحسب شهادات العديد من لاعبي منتخب 1986، فقد كان الحسن الثاني يتصل بهم يوميا واحدا واحدا، ويحثهم على بدل ما في وسعهم من أجل تمثيل منتخب بلادهم خير تمثيل.

وأشار اللاعبون، إلى أن الحسن الثاني كان يحرص على متابعة كل صغيرة وكبيرة تهم المنتخب المغربي، وكان يستفسرهم عن الأجواء والخطط التي سيعتمدونها   .

وقبل أسابيع من انطلاق النهائيات، سافر المنتخب المغربي إلى المكسيك، من أجل الاستئناس بالأجواء، وفي المباراة الأولى واجه المغرب منتخب بولندا، الحاصل على المركز الثالث في مونديال إسبانيا عام 1982، وانتهت المباراة بالتعادل السلبي بعد أداء أكثر من جيد لأسود الأطلس.

وخلال المباراة الثانية واجه المنتخب المغربي نظيره الإنجليزي، المعروف بقوته، وساهمت عزيمة العناصر الوطنية في إنهاء المباراة بالتعادل السلبي، وهو ما ممكن المنتخب المغربي من جمع نقطتين، وإبقاء أمر التأهل بين يديه.

وكان لزاما على المنتخب المغربي تحقيق الفوز في مباراة البرتغال، وتجنب الدخول في حسابات التأهل والإقصاء، وقبل انتهاء النصف ساعة الأولى من المواجهة، كان أسود الأطلس متقدمين بهدفين دون رد، سجلهما عبد الرزاق خيري في الدقيقتين 19 و 27.

ولم يتراجع أداء المنتخب المغربي في الجولة الثانية، وفي حدود الدقيقة 62 تمكن اللاعب ميري كريمو من تسجيل ثالث الأهداف للمنتخب، ورغم تمكن اللاعب ديامانتينو ميراندا من زيارة شباك الحارس المغربي المتألق بادو الزاكي في حدود الدقيقة 80، إلا أن المنتخب المغربي حافظ على تفوقه، واعتلى صدارة المجموعة.

وبات الحلم حقيقية، وتأهل المنتخب المغربي لثمن نهائي المونديال، ليكون بذلك أول منتخب عربي وإفريقي يتخطى الدور الأول.

وفي دور الثمن واجه المنتخب المغربي نظيره الألماني، وانتهى الشوط الأول من المباراة بالتعادل السلبي دون أهداف.

وكان اللاعبون المغاربة يرغبون في إنهاء المباراة بالتعادل والمرور إلى ضربات الترجيح، والتعويل على حارس المرمى بادو الزاكي لخلق الفارق. غير أن اللاعب لوتر ما تيوس تمكن من تسجيل هدف الفوز لمنتخب بلاده في حدود الدقيقة 88 من ضربة خطأ.

وبعد الإقصاء، أخبر الملك الحسن الثاني بإنه بإمكانهم البقاء في المكسيك إلى غاية نهاية المونديال، كما أخبرهم بأنه سيقضون عطلة ثلاثة أيام على نفقته في الولايات المتحدة الأمريكية. وبعد عودتهم استقبلهم آلاف المغاربة في مشهد لم يتكرر كثيرا، كما استقبلهم الحسن الثاني شخصيا.

وبعد المونديال، حاز الحارس بادو الزاكي على جائزة أفضل لاعب إفريقي، وانتقل إلى نادي ريال مايوركا الإسباني، فيما انتقل التيمومي إلى نادي ريال مورسيا.

ولحد الآن لم يتمكن المنتخب المغربي من تكرار ما قام به منتخب 1986، إذ خرج في كل مشاركاته اللاحقة من الدور الأول.

 

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار