جريدة البديل السياسي |كتاب وآراء

المشهد السياسي المغربي: تغيير الأسماء أم تغيير العقليات؟

548176457_738662202505937_4776890734015579941_n

جريدة البديل السياسي – الاستاذ جمال الغازي

المشهد السياسي المغربي: تغيير الأسماء أم تغيير العقليات؟

يعتقد الكثيرون أن مجرد تغيير الأسماء داخل المشهد السياسي المغربي كفيل بإصلاح الوضع، لكن الحقيقة أن المشكل أعمق بكثير.

فطالما أن العقلية السائدة هي نفسها التي تتحكم في الواقع، فإن أي تغيير في الوجوه لن يكون سوى شكليّا لا يمس الجوهر.

نعيش اليوم في مناخ تطغى عليه اللامبالاة العامة، ويغذّيه التعصب الفكري، الحزبي والعرقي. في مثل هذا السياق، تظل الانتخابات مجرد محطة روتينية لا تحمل وعودا حقيقية بالتغيير، بل تُعيد إنتاج نفس المنظومة ونفس النتائج.

النخبة السياسية ــ التي يفترض أن تكون في طليعة المجتمع ــ غارقة في سبات طويل، بينما يظل المواطن يعيش تحت وطأة الخوف والخيبة.

أما البديل السياسي، فقد صار في خبر كان، غائبا عن النقاش العام وغائبا أكثر عن الممارسة الميدانية.

الأحزاب التي كانت يوما ما مدارس لتأطير المجتمع وصوتا للمواطن، لم تعد في غالبيتها تفكر إلا في مصالحها الضيقة: المقاعد البرلمانية، المواقع القيادية، والريع السياسي.

أما المواطن البسيط، الذي يشكل أساس الشرعية الديمقراطية، فلم يعد يجد من يستمع إلى همومه أو يضع قضاياه في قلب الأولويات. الواقع واضح: الأسماء يمكن أن تتغير، لكن العقليات لم تتغير.

وما لم يحدث تحول جذري في طريقة التفكير السياسي، وفي علاقة الأحزاب بالمجتمع، سيبقى المشهد يراوح مكانه، سواء أجريت الانتخابات أم لم تُجر.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة البديل السياسي