المسرح السياسي ….الدكتور ادريس الذهبي.
جريدة البديل السياسي .الدكتور ادريس الذهبي.
المسرح السياسي العالمي: 1: المسرح الروسي: نشات بعدثورة1917 مجموعات مسرحية تعليمية معظمها من العمال والطلبة،كان هدفها دعاءيا سياسيا.
ذلك ان المسرح والادب كله كان ومازال في احد مظاهره سياسيا أي اننا اذا اتفقنا على تعريف السياسة بانها مجموعة افكار او الفلسفة التي تشكل نظرية الحكم التي يتم في ضوؤها تنظيم علاقات الافراد والمجموعات في المجتمع وفق قوانين وقيم معينة تحكم توزيع السلطة والمال وتحديد الادوار ومناطق التحرك للأفراد والجماعات…
فانه لم تكن هذه الحماسة المسرحية في الاتحاد السوفياتي بعد ثورة 1917صدفة او انفعالية لكنها راجعة الى ان الثورة الجديدة قد غيرت من الوضع القائم،
وفرضت مضامين جديدة كان من شانها ان تفرض اشكالا مسرحية مناسبة لمضامين الثورة ومناصرة لها.
ومن اهم هذه المجموعات المسرحية جماعة القمصان الزرقاء التي تطرح المفاهيم الاشتراكية الجديدة بشكل سياسي مقنع.
ولكن احداث الثورة الاشتراكية الاولى في روسيا قد ولدت ومعها مسرح المظاهرة السياسية او مسرح الجريدة الحية التي يجوز القول بحسب راي الدكتور ابراهيم حمادة انها نشأت في باطن ثورة اكتوبر الروسية حيث الظروف العامة التي اعقبت الحرب العالمية الاولى.
وكان من نتيجة تأثير الجريدة الحية في روسيا ان ظهرت بألمانيا صيغة درامية مشابهة، ثم انتقل هذا الشكل المسرحي الى امريكا
. 2:المسرح الالماني: قبل نشوب الحرب العالمية الاولى، عمل جيل الكتاب التعبيريين على تمهيد السبيل لوجود مسرح سياسي.
وذلك عندما انشابوا ما سموه ب –المسرح الشعبي–.
عرف المسرح الالماني بعد الحرب مسرحيات الاثارة والدعاية،بل انه قدم صورته المعدلة للقمصان الزرقاء باسم–القمصان الحمراء–واخذ العمال في اول الامر عنصر المبادرة في ايديهم بألمانيا عام1919،كما عمل الحزب الشيوعي الالماني على تكوين جماعات مسرحية، بمثابة فروع للحزب تعمل على اثارة الوعي الاجتماعي بين طبقات الشعب.وقد كانت تشترك مع المسرح الملحمي في”” ان كلا منهما مسرح غير واقعي بطريقة لا تقبل الموازنة، فلم يحاول احدهما خلق اي ايهام بالواقع سواء في المتن او مكونات العرض المسرحي””. والواقع ان الصحف الحية في المانيا ومسرحياتها لم تطرح جديدا على الشكل الملحمي الذي كان يتزعمه (برتولد بريشت)Berthold Brechtخاصة عروض بسكاتورPiscator في العشرينيات، في حين نجد ان بريشت في كتابة اعماله التي هاجم فيها النازية مثل “صعود وسقوط ارثووي”اعتمد على حبكةغيردرامية،وتكاد تكود سردية تماما، حيث يحكي سيطرة الحزب النازي على السلطة في ألمانيا متحالفا مع قطاعات معينة من الرأسمالية الاحتكارية الألمانية، كما جسد بشاعة الحرب الاستعمارية على الشعب، وأضحى الصراع في مسرحياته “هو الصراع بين الطيبين” “والأشرار” ، وبين الخير المطلق والشر المطلق بالمفهوم الملحمي، لكي يكشف عن البعد السياسي والاجتماعي لهاتين القيمتين المجردتين، وعن معناهما التاريخي المستمد من القضية التحررية التي يدور حولها الصراع نفسه”، وهكذا يجد المسرح الغربي نفسه مضطرا إلى اكتشاف أشكال وأساليب جديدة لمعالجة المسرحية بموضوعات سياسية؛ ذلك أن السياسة بأوسع معانيها –
أي اعتبارها المحيط الفكري والإجتماعي الذي يتم في إطاره الصراع الدرامي- تمثل فرضية أساسية في الدراما على مختلف أشكالها وفي مختلف عصورها و نجد التشيكوسلوفاكي (كارل تشابيك) CarlTchabik يعود إلى الشكل التقليدي في مسرحية “الأم” التي يجسد فيها بطولة أم تشيكية تضحي بأبنائها في مقاومة الغزو، كما نجد المسرحي الألماني( بيتر فايس) Peter Vais يلجأ إلى شكل تقليدي تماما في مسرحية “التحقيق”، ومادته كلها مستمدة منة محاضر التحقيق مع مجرمي الحرب العالمية الثانية من النازيين، لكي يفضح جرائم النازية من ناحية، و التواطؤ المخزي بين الماكارثية الأمريكية الجديدة وبين النازية المهزومة من ناحية أخرى. وعندما نتحدث عن “المسرح السياسي” يتبادر إلى أذهاننا منذ الوهلة الأولى، ذلك النوع من المسرح الذي ازدهر في ألمانيا أعقاب الحرب العالمية الأولى، أوفي أمريكا إبان أزمة 1929 الاقتصادية، حيث جاء محملا بوعي سياسي كبير، متوسلا بأساليب فنية جديدة سواء في أسلوب صياغة هذه الرسالة أدبيا أو في أسلوب عرضها على المسرح.
غير أن هذا لاو يعني أن هذا المسرح لم يكن منذ بدايته يحمل رسالة سياسية في طيات رسالته الفكرية؛ بل إننا نخطئ إذا توهمنا أن الأدب في كل صوره، وعلى اختلاف مذاهبه الفنية، لم يكن يعبر في المقام الأول عن رؤيا سياسية
. يتبع
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار