جريدة البديل السياسي
أصدرت الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط، مساء الاثنين الماضي، حكمها القضائي المرتبط بجريمة القتل العمد الذي تعرضت له أم سبعينية على يد ابنها صاحب السوابق القضائية بمشاركة شقيقه الأصغر الذي تابعته المحكمة في حالة سراح بتهمة عدم التبليغ عن جناية والمشاركة.
وأدانت الهيئة القضائية المذكورة المتهم الرئيسي، وهو في العشرينات من عمره، بالسجن المؤبد بعد متابعته بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد في حق الأصول، فيما منحت حكم البراءة لشقيقه الأصغر بعد تبرئته من كل التهم المنسوبة إليه، وهي الضرب والجرح وعدم التبليغ عن جناية.
وتعود أطوار هذه الواقعة المثيرة، التي هزت إقليم الخميسات، إلى أبريل من السنة الماضية، حيث كانت عناصر الدرك الملكي بسرية الخميسات سجلت مقتل سيدة على يد ابنيها، قبل رميها في بئر، وأحالت عناصر الدرك بعد البحث شقيقين في العشرينات من عمرهما على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، وذلك على خلفية اتهامهما بقتل والدتهما ورميها في بئر مجاور لمنزلها بضواحي الخميسات.
وأكدت مصادر الجريدة أن الوكيل العام للملك أحال المتهمين بعد استنطاقهما تمهيديا على قاضي التحقيق، ملتمسا منه إخضاعهما لتحقيقات تفصيلية حول شبهة القتل العمد في حق والدتهما الستينية، وقرر قاضي التحقيق إيداع أحدهما، وهو من ذوي السوابق القضائية المتعددة، السجن من أجل متابعته بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، فيما قرر متابعة شقيقه الأصغر في حالة سراح بتهمة المشاركة وعدم التبليغ عن جناية.
وحسب معطيات مؤكدة حول تفاصيل الجريمة (حصلت عليها «الأخبار» في حينها)، كانت مصالح الدرك الملكي والسلطات المحلية بمنطقة سيدي الغندور القروية على بعد كيلومترات قليلة من مدينة الخميسات، توصلت بخبر انتحار سيدة عثر عليها وسط بئر محاذي لمنزلها.
يقظة عناصر الدرك الملكي، بتوجيه مباشر من القائد الجهوي، دفعت المحققين إلى تجاوز فرضية الانتحار التي تم تداولها بالدوار بإيعاز من ابنها البكر المتهم الرئيسي في الملف، حيث أمر الوكيل العام للملك بتعميق البحث حول ملابسات هذه الواقعة، قبل أن تتفجر الفضيحة بعد استخراج جثة الهالكة من البئر وإخضاعها للتشريح الطبي بأمر من الوكيل العام للملك، حيث تبين أن الوفاة مترتبة عن ضربات وطعنات بدت ظاهرة للعيان على جسدها.
وتزامنا مع مباشرة التحقيقات والتوصل بنتائج التشريح الطبي، توارى ابن الهالكة عن الأنظار، ما جعله موضع شبهة باقترافه الجريمة أو المشاركة في ارتكابها، وهو ما تأكد مباشرة بعد إيقافه بمدينة الخميسات، حيث وضع رهن الحراسة النظرية رفقة شقيقه بتهمة القتل العمد وعدم تقديم مساعدة لشخص في حالة خطيرة، حيث يروج محليا أنه قام بإلقاء والدته في البئر بعد طعنها وهي لازالت قيد الحياة.
ووفق معطيات الملف، فإن المتهم العشريني متعدد السوابق القضائية في قضايا ترويج المخدرات والضرب والجرح والسرقة والاعتداءات المتكررة على الأصول، استشاط غضبا في وجه والدته، بعد أن رفضت تمكينه من المبالغ المالية المعتادة من أجل اقتناء قنينات الخمر والمخدرات، حيث دخل معها في نزاع أنهاه باعتداء بشع استعمل فيه السلاح الأبيض، حيث وجه إليها طعنات تسببت في مقتلها، قبل أن يلقي بها في البئر، ومغالطة أسرته والسلطات بأن الأمر يتعلق بحالة انتحار عادية.
وحسم إصرار القائد الجهوي للدرك والوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط على تعميق البحث، في فك لغز هذه الجريمة من طرف عناصر الدرك بسرية الخميسات، إذ تمت الإطاحة بالمتهم الرئيسي الذي حاول ترويج خبر انتحار والدته، قبل أن يختفي بعد حلول عناصر الدرك بالدوار ومباشرة التحقيق مع أفراد أسرتها والجيران، ما أثار شكوكا مؤكدة في كونه المسؤول عن مقتل والدته، فيما تورط شقيقه في تهمة عدم التبليغ، حيث قرر قاضي التحقيق متابعته في حالة سراح، وهي الفرضيات التي أكدتها الأبحاث التمهيدية والتفصيلية، وكذا الاستنطاقات المباشرة للهيئة القضائية، التي حسمت الملف، الاثنين، بإدانة المتهم بالسجن المؤبد وتبرئة شقيقه من التهم المنسوبة إليه.


 
تعليقات
0