اللامنطق في عالم بلا قيم…بقلم: خالد قدومي

بقلم: خالد قدومي- جريدة البديل السياسي
المفارقات والتناقضات الطاغية حاليا تؤرقنا وجدانيا ووجوديا،مما يجعلنا لا نتوقف عن طرح أسئلة حول مآل البشرية ” إستمرارها فوق البسيطة مهدد بفعل الإنسان نفسه” مع هذا التلاشي المتواصل للقيم الإنسانية النبيلة، بل نزداد ألما مع فشلنا في التوصل إلى أجوبة، حتى لو كانت تقريبية،تنير لنا مسالك القطع مع ما هو سائد من افتراس مادي بشع تنعدم فيه الرحمة والرأفة بالضعفاء. وبما ان السؤال الجيد هو مفتاح أولي للجواب الجيد،عملا بالمنهج السقراطي التوليدي الذي يعتبره بوابة أساسية لبلوغ الحقيقة، فسأبادر بطرح بعض الأسئلة المتمحورة حول هذا السؤال الجوهري:
* أين يتجه هذا العالم الذي تستأسد فيه التفاهة والهمجية والأنانية..فوق العقلانية وقيم التسامح ونكران الذات؟!
وإذا كانت الإجابة الدقيقة شبه مستحيلة لكونها مرتبطة بأفق مجهول المعالم يصعب التنبؤ بتضاريس وجهه، فإن الأكيد هو طغيان هذا الظلام المرعب الذي يتفاقم يوما بعد يوم دون توقف!. لكن لا شيء يمنعنا من محاولة الفهم ،قصد التوغل إلى حقول الأجوبة الثانوية التي قد تساعدنا في استنباط عناصرها من خلال الأسئلة التالية:
– هل نتحمل المسؤولية فيما أصبح عليه هذا العالم؟ وهل تغييره يبدأ من الذات أم من الآخر؟.واي عالم نبتغيه كبديل لهذا الظلام الزاحف والمفزع؟.
طبعا، نحن اعتدنا إسقاط ذنوبنا على غيرنا لتبرئة الذات وإلصاق مسؤولية الغلط بالآخر. وهو سلوك ننفرد به كعقليات متخلفة تؤمن بفكر المؤامرة وفعل الخرافة!. وقد يذهب أحدنا في اجتهاداته إلى طرح سؤال معكوس مفاده: لماذا لا ننخرط في اللعبة ونبايع الكبار ونتحمل هذا العالم بكل ثقله ومنطقه اللامنطقي؟! قد يحتوي هذا السؤال على مشروعيته لو كنا من الفاعلين في الساحة العالمية، لكن بما أننا بلا وزن فإن المراهنة على مسايرة الطغاة هو ضرب من السذاجة والخيال، لأنك حتى لو أردت الانخراط في عالمهم فالاخر المهيمن لن يقبل أن تشاركه غلة استغلال الضعفاء والجبناء. فما العمل؟.
ما العمل؟ انه السؤال القديم الجديد، السهل الممتنع الذي يعد مجرد طرحه هو رغبة للقطع والحسم مع عالم الفضاعات الشنيعة. لهذا يتوجب علينا عدم الخوف من تعرية الواقع بكل تناقضاته، ثم الغوص في البحث عن أجوبة مبنية على تحليل ملموس وبديل منطقي معقول .
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار