القنيطرة ومدن أخرى تحت وطأة الفوضى: احتلال الأرصفة وتهديد سلامة المارة
بدر شاشا – جريدة البديل السياسي
في كل مرة أسير فيها في شوارع مدينتنا القنيطرة، أجد نفسي أطرح نفس السؤال: كيف وصل بنا الحال إلى هذا المستوى من الفوضى؟ تمر على محلات تجارية في شوارع مثل ابن زران وخبازات وغيرها، فتجد أصحاب هذه المحلات يحتلون الأرصفة وكأنها ملك خاص لهم. ينشرون بضاعتهم على الأرصفة دون مراعاة للمارة الذين يجدون أنفسهم مضطرين للنزول إلى الشارع.
وأنا أمشي، أرى كيف أصبحت الأرصفة تضيق يومًا بعد يوم. اليوم يحتل صاحب المحل زاوية صغيرة أمام محله، وغدًا يمتد أكثر ليأخذ مساحة أكبر، حتى أصبح من المستحيل تقريبًا المرور بأمان. كأننا لا نعيش في مدينة تحكمها قوانين، بل في فوضى تجعل الراجلين عرضة لخطر السيارات والدراجات في الشارع.
ما يزيد الطين بلة هو غياب أي تدخل حقيقي من الجهات المعنية. كأن المسؤولين لا يرون ما يحدث أو لا يدركون حجم المعاناة التي يعيشها المواطنون بسبب هذه الظاهرة. الأرصفة وُجدت لتكون ممرًا للمشاة، لكنها اليوم تحولت إلى امتداد غير شرعي للمحلات التجارية، وفي بعض الحالات إلى أماكن للجلوس أو تخزين البضائع.
الأمر لا يتعلق فقط باحتلال الملك العمومي، بل بسلامة الناس أيضًا. عندما يضطر المواطن للنزول إلى الشارع بسبب احتلال الأرصفة، فإنه يعرض نفسه لخطر حوادث السير. كم من شخص، خصوصًا الأطفال وكبار السن، قد يجد نفسه ضحية لهذه الفوضى؟
المشكلة ليست فقط في التجار الذين يستغلون الملك العمومي دون وجه حق، بل أيضًا في غياب الوعي والمسؤولية. أين القانون؟ أين المراقبة؟ لماذا لا يتم تحرير الأرصفة وإعادتها إلى وظيفتها الأصلية؟
نحن بحاجة إلى وقفة جماعية. يجب أن تتحمل السلطات مسؤوليتها وتفرض القوانين بصرامة، لكننا أيضًا كمواطنين يجب أن نكون جزءًا من الحل. علينا أن نرفض هذه الفوضى، وأن نطالب بحقنا في السير بأمان في مدينتنا دون أن نخشى خطر الطريق.القنيطرة مدينة جميلة، لكنها اليوم تختنق بسبب هذه الفوضى. إذا استمر هذا الوضع دون تدخل، فإننا نعرض أنفسنا ومجتمعنا لمزيد من التدهور. فلنعمل جميعًا على استعادة النظام وإعادة الأرصفة إلى أصحابها الحقيقيين: المشاة.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار