الفقراء يأكلون الفقراء في المغرب: ظاهرة الاحتيال على مستحقي الدعم الاجتماعي إحذرو الاحتيال
بدر شاشا – جريدة البديل السياسي
في المجتمع المغربي، هناك ظاهرة خطيرة تؤثر على الفئات الأكثر هشاشة، حيث يتحول بعض الأفراد إلى أدوات للغش والنصب على الفقراء بدلاً من مساعدتهم. وتستغل هذه الظاهرة الوضع الاجتماعي الصعب للكثير من الناس الذين يحتاجون إلى الدعم والمساعدات، سواء كانت حكومية أو أهلية، لتصبح فريسة سهلة للاحتيال والسرقة.
لقد انتشرت في الآونة الأخيرة حالات كثيرة من النصب على المواطنين الذين ينتظرون دعمًا ماليًا أو اجتماعيًا، حيث يتلقى البعض مكالمات هاتفية أو رسائل نصية تدعي بأنها من الجهات المسؤولة عن تقديم الدعم. ويُطلب منهم خلال هذه الاتصالات تقديم معطيات شخصية حساسة مثل رقم البطاقة الوطنية، الرقم السري، وأرقام البطاقة البنكية، بحجة إتمام إجراءات الحصول على الدعم المالي. وفي واقع الأمر، لا يهدف هؤلاء المحتالون إلا إلى سرقة الأموال أو استغلال البيانات الشخصية للأفراد لأغراض غير قانونية.
من المؤسف أن الفقراء هم من يقع ضحايا لهذه الأعمال غير الأخلاقية، ففي الوقت الذي يتوقعون فيه الحصول على مساعدات تحسن وضعهم المعيشي، يجدون أنفسهم عُرضة للاحتلال والسرقة من قبل أفراد ينتمون إلى نفس طبقتهم الاجتماعية. هذا الوضع يثير تساؤلات عدة عن مدى تأثير الوعي المجتمعي في التصدي لهذه الظواهر وكيف يمكن تعزيز الحماية للفئات الضعيفة.
إن هذه الممارسات لا تقتصر على مجرد جريمة قانونية، بل تلامس الجانب الأخلاقي العميق في المجتمع. من العيب أن يُستغل الفقر والحاجة الماسة للمساعدة كوسيلة للاستفادة غير المشروعة على حساب الآخرين. وفي هذا السياق، يتطلب الأمر تعزيز ثقافة الوعي بين الناس، خصوصًا في المناطق الريفية والنائية، حول كيفية حماية معلوماتهم الشخصية، وعدم الثقة العمياء في المكالمات أو الرسائل المشبوهة.
على الحكومة والمجتمع المدني أن يعملوا معًا لمكافحة هذه الظواهر. فإلى جانب زيادة الرقابة على الحملات المخصصة لدعم الفقراء، من الضروري أيضًا أن يتم توفير حملات توعية مكثفة حول كيفية التعرف على محاولات النصب والتحايل.
كما يجب على المواطنين أن يكونوا يقظين حيال الطلبات غير المألوفة ويشددوا على ضرورة التحقق من هوية المتصلين قبل مشاركة أي معلومات شخصية.
إن معالجة هذه الظاهرة تتطلب التزامًا جماعيًا، يبدأ من الأساس بتثقيف المجتمع حول ضرورة الحذر من الاحتيال، ويشمل دور السلطات في توفير الأمن وحماية حقوق الفئات الضعيفة. وعلى الرغم من أن الدعم الاجتماعي يشكل أداة حيوية لمساعدة المحتاجين، إلا أنه يجب أن يكون هناك أيضًا حماية قوية ضد أولئك الذين يسعون لاستغلال ضعف الآخرين.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار