الغلاء ينخر أجساد المغاربة والأسواق الأسبوعية صارت تعجز الدراويش.

جريدة البديل السياسي- فؤاد جوهر 

لم تعد ورقة نقدية من فئة 100 درهم تفي بالغرض في الأسواق الأسبوعية التي إلتهبت فيها جميع الأسعار، وصار من المستحيل أن تمتلئ قفف المواطنين حتى بمبلغ 300 درهم بسبب تداعيات الغلاء.

سوق الأربعاء باركمان والخميس بزايو بإقليم الناظور من الأسواق التاريخية الشهيرة بالمنطقة التي تراجع الإقبال عليها بسبب موجة الغلاء، بعدما كانت تستقطب ساكنة القرى المجاورة التي تتجمع داخل الفضاء الشعبي بشكل اسبوعي، يستعرض فيه الخضارة والتجار كل ما جادت به الأرض وكذا البحر من منتوجات مختلفة.

وبات الوضع الراهن مستعصي على الكثير من المواطتين، خصوصا من ذوي الدخل المحدود والذي بدأت تتراجع في شرائها للخضر بسبب الغلاء الذي طال كل شيئ من الخضر والفواكه واثمان اللحوم البيضاء والحمراء.

وتضاعفت أسعار بعض المنتوجات كانت إلى حد قريب وجهة الدراويش بشكل كبير، ك”الدوارة” التي كانت لا تتعدى 20 درهم للكيلو، صارت تلامس سقف 40 درهما، و”الكرعين” التي كانت لا تجتاز عتبة درهمين للواحدة تعتدت سقف 7 دراهم، فيما بلغ أثمان كرعين البقر أزيد من 150 درهم للواحدة، وقس على ذلك العديد من المنتوجات التي صارت تعجز المواطنين.

ميمون من سوق “اركمان” صرح لجريدة البديل السياسي بكون السوق أصبح هاجسا لديه وصعبا عليه، خصوصا مع دخله الضعيف وقلة أيام العمل، إن وجد ولا تتعدى أجرته 100 درهم في اليوم وهي لا تكقي لأي شيئ في ظل هذا الغلاء.

يقول رشيد من سوق “زايو لجريدة البديل السياسي كانت ورقة من فئة 100 درهم الى حد قريب تملئ القفة بما الخضروات والفواكه، وكذا اللحم والسمك، لكن في زمن الحكومة الحالية التي وعدت المغاربة بالعيش الرغيد تحت شعار تستاهل احسن صارت لا تكفي حتى لشراء الخضر الأساسية.

ورصدت الجريدة إمتلاء الأسواق بكل المنتوجات الفلاحية، وكذا اللحوم والأسماك غير أن الإقبال ضعيف من قبل المواطنين والأسواق لك تعد كما كانت تستقطب الدراويش بحكم الغلاء الذي سادها.

الأكيد أن الأسواق الأسبوعية ستبقى موروثا شعبيا بالرغم من موجة الغلاء، وفضاءا ينتصب كل أسبوع في المدن المغربية وينفض في المساء، ليرمي هذا الموروث الشعبي الكرة إلى الحكومة لحمايته من التهاب الأسعار والمضاربة، وكذا جشع بعض التجار الذين يزيدون إغتناءا غلى حساب دراويش المغرب.