العازبات يتّبعن طقوساً غريبة في الأعراس للظفر بأزواج
جريدة البديل السياسي :
يعدُّ موسم الأعراس وحفلات الزواج فرصة للفتيات اللواتي لم يسعفهن الحظ في الفوز بفارس الأحلام ودخول القفص الذهبي كقريناتهن، فتجدهن يتحينَّ الفرص وينسجن سيناريوهات لاصطياد العريس المناسب، ولا تخلو أحاديثُهن طيلة الاحتفال عن خططٍ للإيقاع به.
بينما توجد فئة أخرى من البنات اللواتي لا حول لهن ولا قوة، فتراهن يحرصن على تطبيق بعض العادات والطرائق بغية اللحاق بالعروس وطرد شبح العنوسة الملازم لهن.
تنتشر في أرجاء الوطن عادات وطقوس كثيرة تقدم عليها الفتيات في الأعراس خاصة اللواتي تأخر زواجهن بغية تحقيق حلم دخول القفص الذهبي وبلوغ غايتهن المنشودة.
ومن أشهر الطرق المعروفة عند عامة البنات ارتداء الحذاء الأبيض الخاص بالعروس والذي تلبسه مع الفستان الأبيض والتجول به لمسافات قليلة في الغرفة.
كما تحرص بعض الفتيات على “قرْص” العروس في ركبتها للحاق بها سريعاً، ولأن كل ما تلمسه أو تحمله العروس يبعث على التفاؤل في قلوب الفتيات، تلجأ الكثيرات منهن إلى تجميع باقة الأزهار التي تلقيها العروس في تقليد مستوحى من الحضارة الغربية، معتقِدات أن الفتاة التي تمسك الباقة ستكون أول من يلحق بالعروس وسيكون زفافها مباشرة بعدها.
وفي بعض المناطق من المغرب، وخاصة في الجهة الشرقية ، تقوم الفتيات المقربات من العروس بحمل سبع حبات من الفلفل الحار صغير الحجم ويتم وضعُها تحت وسادة العروس لتنام عليها، وفي اليوم الموالي يتم تسليمُها للفتاة الراغبة في الزواج لتطبخها فيما بعد وتتناولها.
فيما تحرص أخريات على تناول سبع ملاعق من الكسكس بعد “تفويره” للمرة الأولى، حتى أن هناك فتيات يمنحن العروس قطعة من حلويات الملبس “الدراجي” ثم يطلبن منها تناولها لتمنحها لهن قبل انتهائها مباشرة ويكملن أكلها .
ومن جملة العادات ذائعة الصيت في المغرب ، نجد مكان العروس الذي تجلس فيه وتتصدر يوم الزفاف، فبمجرد توجهها إلى غرفة تغيير الملابس تتسابق الفتيات للجلوس في مكانها أو لحك طرف فستانها الأبيض بلباسهم، ويسارعن أيضاً إلى شرب العصير أو القهوة من نفس كوبها وأكل قطعة “كعكة الزواج” من الجزء الذي أكلت منه، وقد تكون الفتاة محظوظة بحضور عرس إحدى قريباتها أو صديقاتها فتمنحها فرصة ارتداء الفستان الأبيض أو “البرنوس” الذي تخرج به، وهي طريقة جد فعالة على حد قول الكثير من الفتيات اللواتي جربنها وتعجّل في الزواج سريعا، شأنها شأن حنة العروس الممزوجة بالسكر وماء الزهر والعطر، لتضع منها الفتيات كميات قليلة في أيديهن وأقدامهن.
وحتى خواتم الخطوبة والزفاف تلبسها بعض الفتيات من باب التفاؤل وطرد النحس ليقمن بتدويرها سبع مرات في الإصبع بنية الالتحاق بركب العرائس.
وفي بعض المناطق وبالأخص منطقة الريف بعد ذبح كبش العروس ونزع الجلد “الهيدورة” تجلس عليه مباشرة الفتيات اللواتي لم يحن نصيبُهن، وبعد ثم تجرّهن العروس وسط البيت ليتزوجن بعدها.
وتبقى عادة التبرك بمياه البحر وانتظار مرور سبع موجات على الفتاة، الأكثر تداولاً وتحظى بإقبال الجميع دون استثناء، فالبنات ينتهزن فرصة انطلاق موسم الاصطياف وتواجدهن على شواطئ البحر ليستعملن مياه البحر في طرد “تعطيلة” الزواج معتقِدات أن الأمواج لها قدرة على فك السحر و”الثقاف” و”تحلي” الفتاة في أعين الرجال والعرسان، وهناك من يقرأن سورة ياسين على كمية من الملح ثم ينثرنها في البحر عاقدات النية على الزواج من شخص معين، وأحياناً تتم خطبتها على العريس المراد.
ولأن الزواج قسمة ونصيب، يجب على الفتيات أن لا ينسقن وراء هذه المعتقدات الشعبية التي أغلبها مستوحاة من أفكار مشعوذين ودجالين، ويؤدين صلاتهن ويتوجهن بالدعاء والابتهال إلى الله خاصة في أوقات الاستجابة المعروفة دينياً بأن يرزقهن بأزواج صالحين وأطفال يكونون قرة أعين لهن.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار