جريدة البديل السياسي |البديل الوطني

الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة .

téléchargement (7)

جريدة البديل السياسي 

الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة .

image.png 28 يوليو 2025 : اليوم العالمي لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي المغرب يخطو خطوات نحو القضاء على التهديد الصامت بحلول عام 2030، أمام عائق ارتفاع تكلفة العلاج وضعف الكشف المبكر مهنيو الصحة الفئات الأكثر عرضة للإصابة بفيروسات الكبد B و C ** تحت شعار “التهاب الكبد: خطوات يسيرة للقضاء عليه”، يحتفل العالم باليوم العالمي لالتهاب الكبد في الثامن والعشرين من يوليو، في دعوة عالمية لتكثيف الجهود للقضاء على هذا المرض الصامت الذي يهدد حياة الملايين.

يركز الشعار هذا العام على إزالة الحواجز المالية والاجتماعية والنظامية التي تعيق مكافحة المرض، مع التشديد على أهمية تبسيط الخدمات الصحية الأساسية كالتطعيم والفحص والعلاج. يعتبر التهاب الكبد الفيروسي المسبب الرئيسي لهذا المرض، وتتضمن أنواعه الشائعة A و B و C بالإضافة إلى D و E، في حين أن أسبابًا أخرى كالسموم (الكحول وبعض الأدوية) وأمراض المناعة الذاتية يمكن أن تؤدي أيضًا إلى التهاب الكبد.

واقع عالمي ينذر بالخطر: تكشف الإحصائيات العالمية عن حجم التحدي الذي يواجهه العالم في مكافحة التهاب الكبد الفيروسي، حيث يقدر عدد المتعايشين مع التهاب الكبد B أو C بحوالي 354 مليون شخص. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى تسجيل 1.2 مليون إصابة جديدة بالتهاب الكبد B ومليون إصابة جديدة بالتهاب الكبد C سنويًا. ونتيجة لذلك، يفقد 1.3 مليون شخص أرواحهم سنويًا بسبب مضاعفات هذا المرض، مثل تليف الكبد وسرطان الكبد، مما يجعله سابع سبب رئيسي للوفيات على مستوى العالم. بمعنى آخر، كل 30 ثانية يشهد العالم وفاة شخص نتيجة مرض يمكن الوقاية منه وعلاجه. الأمر المقلق بشكل خاص هو أن حوالي 80% من المصابين بالتهاب الكبد لا يحصلون على الخدمات الضرورية للوقاية والكشف والعلاج، والكثير منهم يجهلون إصابتهم. على الرغم من أن أكثر من 95% من حالات التهاب الكبد C قابلة للشفاء باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات ذات المفعول المباشر (DAAs)، إلا أن الوصول إلى هذه العلاجات لا يزال محدودًا في العديد من البلدان، بما في ذلك المغرب المغرب يخطو نحو الهدف مع تحديات قائمة: في إطار الجهود العالمية لمكافحة هذا المرض، تبذل وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في المغرب جهودًا مكثفة لمواجهة التهاب الكبد. وقد تبنت المملكة استراتيجية وطنية للفترة 2022-2026 تهدف إلى تقليل الإصابات والوفيات بنسبة 50% بحلول عام 2026، وتطمح إلى القضاء التام على التهاب الكبد C بحلول عام 2030 من خلال تعزيز الكشف والعلاج. وتشير البيانات الوطنية إلى انخفاض في عدد المصابين، حيث تقدر أعداد الحاملين المزمنين لفيروس التهاب الكبد B بحوالي 245 ألف شخص، و 125 ألف شخص حاملين لفيروس التهاب الكبد C. ويعتمد علاج التهاب الكبد C على الأدوية المضادة للفيروسات التي تعمل على تخليص الجسم من الفيروس، ويهدف العلاج إلى تحقيق اختفاء الفيروس من الجسم بعد مرور 12 أسبوعًا على الأقل من نهاية مدة العلاج. وقد أظهرت بعض الأدوية الحديثة المضادة للفيروسات ذات المفعول المباشر نتائج أفضل وآثارًا جانبية أقل وفترة علاج أقصر، قد لا تتجاوز ثمانية أسابيع.

ويتم تحديد اختيار الأدوية ومدة العلاج بناءً على النمط الجيني لفيروس التهاب الكبد C، ومدى تضرر الكبد، والحالات الطبية الأخرى، والعلاجات السابقة. وخلال فترة العلاج، يتابع الفريق الطبي الاستجابة للأدوية والآثار الجانبية، وعادة ما يستمر العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات ذات المفعول المباشر لمدة 12 أسبوعًا. وفي حالات تضرر الكبد الشديد الناتج عن عدوى التهاب الكبد C المزمنة، قد تكون زراعة الكبد خيارًا علاجيًا.

يعتمد علاج التهاب الكبد C بالمغرب على الأدوية المضادة للفيروسات ذات المفعول المباشر (DAAs)، التي تصل نسبة شفائها إلى 95%، مع آثار جانبية أقل ومدة علاج أقصر (8 إلى 12 أسبوعًا).

وقد نجح المغرب في تصنيع وتسويق الأدوية الجنيسة مثل “سوفوسبيفير” (Sofosbuvir) و”داكلاتاسفير” (Daclatasvir) منذ 2015 و2016، كما حصلت تركيبة “سوفوسبيفير + فيلباتاسفير” (Velpatasvir) على الترخيص عام 2019 مما يوفر علاجات أكثر أمانًا وفعالية. ويقدر سعر العلاج لمدة ثلاثة أشهر بالتركيبة التي تجمع بين “سوفوسبيفير” و “داكلاطاسفير” حوالي 13500 أو 13647 درهمًا حسب الشركات المسوقة، كما تم الترخيص لتسويق تركيبة جديدة تجمع بين «سوفوسبيفير” و “فيلباطاسفير” منذ مارس 2019.

تحديات التشخيص وارتفاع أسعار الأدوية وتكلفة العلاج تشكل عائقا للتقدم نحو تحقيق هدف القضاء على مرض التهاب الكبد الوبائي على الرغم من هذا التقدم، لا يزال المغرب يواجه تحديات كبيرة، خاصة فيما يتعلق بضعف الكشف والتشخيص المبكر، ومحدودية الوصول إلى العلاج بسبب ارتفاع أسعار الأدوية التي تتراوح بين 5000 و 6000 درهم للعلبة الواحدة وتكلفة العلاج الإجمالية التي تتراوح بين 13500 و 13647 درهمًا، لدورة علاج تمتد لـ 12 أسبوعًا. بينما لا يتجاوز سعر نفس الدواء الجنيس في مصر 477 درهم للعلبة الواحدة 28 قرص ،بعد تخفيضات كبيرة في أسعار “السوفالدي” و “الدكلاتسفير” والتي ساهمت في تخفيض عدد المصابين والتوجه نحو القضاء على المرض سنة 2030 . كما أن العديد من الدول الأخرى: باكستان والسنغال وتركيا والهند وجنوب أفريقيا وليبيا …

تعتمد أدوية جنيسة بأسعار معقولة أو مجانية للمرضى وحققت نجاحات كبيرة في مكافحة المرض.

وتشدد الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة على ضرورة تحديث الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التهاب الكبد بتعاون والقيام بخطوات عاجلة لتحقيق هدف 2030 مع التركيز على عدة محاور أساسية أهمها تعزيز التطعيم: خاصة للأطفال حديثي الولادة ضد التهاب الكبد B. تحسين التشخيص المبكر: عبر حملات فحص مجانية، خاصة للفئات الأكثر عرضة.

خفض أسعار الأدوية: عبر تفعيل سياسات التسعير المنصف وتشجيع إنتاج الأدوية الجنيسة محليًا.

. وتنزيل المراسيم التنظيمية لتنفيذ صلاحيات الوكالة المغربية للأدوية والمنتجات الصحية مراجعة جذرية للمرسوم رقم 2.13.852صادر في 14 م صفر1435ا (18 ديسمبر 2013)يتعلق بشروط وكيفيات تحديد سعر بيع الأدوية المصنعة محليا او المستوردة للعموم وتخفيض أسعار الأدوية المتعلقة بالأمراض المزمنة والمكلفة واخضاعها الى نظام التأمين الإجباري الأساسي عن المرض لتغطيتها 100% وتشجيع الدواء الجنيس والصناعة المحلية وتحديد هامش الربح الشفاف للشركة المصنعة محليا والمستوردة والصيدلية وتنزيل المراسيم التنظيمية لتنفيذ صلاحيات الوكالة المغربية للادوية والمنتجات الصحية وإشراك المجتمع المدني في المجلس الإداري للوكالة …. تعزيز التغطية الصحية: لضمان وصول العلاج لجميع المرضى. تدريب الأطر الصحية: على بروتوكولات الوقاية والعلاج الحديثة. وسلامة التبرع بالدم ونقله حملات التوعية: للحد من استهلاك ومراقبة تلوت المياه والطعام والدم الملوث وتشجيع الفحص الطوعي.

توعية العاملين الصحيين: حيث تصل نسبة إصابات التهاب الكبد بينهم إلى 20-30% بسبب التعرض للدم الملوث * حماية مهنيي الصحة أطباء ممرضين وممرضات وقابلات وتقنيي المختبرات… الفئات الأكثر عرضة للإصابة بفيروسات الكبد B و C يعتبر العاملون في القطاع الصحي من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بفيروسات الكبد B و C بسبب تعاملهم المتكرر مع الدم وسوائل الجسم.

وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية لعام 2023 إلى أن تقنيي المختبرات هم الأكثر عرضة (20%-30%) بسبب التعامل المباشر والمتكرر مع عينات الدم الملوثة، يليهم الممرضون والممرضات (10%-25%) والقابلات (10%-25%) والأطباء (5%-15%).

وحسب منظمة الصحة العالمية يأتي فنيو المختبرات والممرضون والممرضات في مقدمة الترتيب مصدر البيانات: تقارير منظمة الصحة العالمية (WHO, 2023)، مراكز السيطرة على الأمراض (CDC وتتعدد أسباب انتشار هذه الفيروسات بين العاملين الصحيين، بسبب نقص كبير في توفير معدات الوقاية (القفازات، والنظارات الواقية) وإهمال إجراءات الوقاية العاملين الأكبر للانتشار و التعرض المهني المباشر عن طريق وخز الإبر أو الجروح الملوثة، وعدم استخدام وسائل الحماية الشخصية ، وضعف نظافة اليدين وتعقيم الأسطح، وقلة الوعي بمخاطر العدوى،  وعدم إلزامية التطعيم ضد التهاب الكبد B لجميع العاملين بينما يُعد نقص التطعيم ضد HBV**

. يُقلل الإصابات بنسبة 95% في الدول الملتزمة به. وعدم الإبلاغ عن الإصابات المهنية مع متابعة طبية عاجلة – ضعف الوعي بمخاطر العدوى وبروتوكولات التعرض المهني و نقص توفير معدات الوقاية بالإضافة إلى ضغوط العمل وعدم كفاية التمويل والإشراف وبالتالي الوقاية من انتقال فيروسات الكبد بين العاملين الصحيين تتطلب نهجًا شاملاً يبدأ التطعيم الإلزامي ضد التهاب الكبد ب، ويرتكز على التطبيق الدقيق والمستمر لإجراءات مكافحة العدوى و الاحتياطات المعيارية، مع دعم ذلك بالتدريب الجيد، وتوفير الموارد اللازمة، وبيئة عمل داعمة للسلامة، وبرنامج فعال للتعامل مع التعرض المهني. الالتزام الجماعي من الإدارة والعاملين هو مفتاح النجاح. .علي لطفي رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة .

الرباط في 24 يوليو 2025

 

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة البديل السياسي