جريدة البديل السياسي |على مدار الســـاعة

السلطات تخلي مهاجرين أفارقة من مساكن عشوائية بعين حرودة .

a8e5a619-8b3c-4f5c-8dab-80b6cf0d6cb3

جريدة البديل السياسي – عبد الغني بن الشيخ

وسط حالة إنسانية صعبة علمت جريدة البديل السياسي من مصادر ميدانية أن السلطات المحلية بمنطقة عين حرودة، ضواحي مدينة الدار البيضاء، نفذت صباح اليوم الأحد 31 غشت 2025، عملية واسعة النطاق لإخلاء عشرات المهاجرين غير النظاميين القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، كانوا يقيمون في مساكن صفيحية عشوائية على هامش المدينة.

العملية الأمنية تمت بمشاركة عناصر من الدرك الملكي، والقوات المساعدة، وبتنسيق مع السلطة المحلية، ورافقها تدخل من الوقاية المدنية تحسبًا لأي طارئ، خاصة بالنظر إلى الطابع الإنساني الحساس لهذه الخطوة.

المصادر ذاتها أكدت أن هذا الإجراء جاء بعد تسجيل توترات ومواجهات بين بعض المهاجرين خلال الأيام الأخيرة، إلى جانب شكاوى متعددة توصلت بها السلطات من سكان الأحياء المجاورة، عبّروا فيها عن قلقهم من الوضع الأمني والصحي بالمنطقة، لا سيما وأن الموقع تحوّل إلى تجمع عشوائي غير مراقب، يفتقر إلى أدنى شروط السلامة.

المشاهد التي رصدتها الجريدة في عين المكان كشفت عن ظروف إنسانية قاسية، حيث اضطر المهاجرون إلى مغادرة أماكن إقامتهم المؤقتة، محملين بأغراض بسيطة، فيما ظهرت بعض النساء والأطفال في وضعيات نفسية صعبة، دون وجود أي مؤشرات على نقلهم إلى مراكز إيواء رسمية أو تقديم دعم اجتماعي مستعجل. ورغم أن السلطات اعتبرت هذه الخطوة ضرورية و”تندرج ضمن جهود تنظيم المجال ومحاربة البناء غير القانوني”، إلا أن غياب البدائل الإنسانية والمواكبة الاجتماعية أعاد فتح النقاش العمومي حول سياسات الهجرة والإيواء في المغرب، ومدى قدرة الدولة على التوفيق بين متطلبات الأمن وحماية كرامة الإنسان، خاصة في ظل الالتزامات الدولية للمملكة في هذا المجال.

الواقعة تضع أيضًا الهيئات الحكومية المكلفة بالهجرة، إلى جانب الفاعلين الحقوقيين والمدنيين، أمام تحديات حقيقية في إيجاد حلول متوازنة، تضمن من جهة احترام سيادة القانون، ومن جهة أخرى عدم الإخلال بالمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان وكرامة اللاجئين والمهاجرين

 

. إعداد: عبد الغني بن الشيخ جريدة البديل السياسي – عين حرودة، 31 غشت 2025

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة البديل السياسي