جريدة البديل السياسي- سعيد شرامطي
الريف يصرخ … الكوكايين يحكمنا… لم يعد الصمت ممكنا.
في الناظور والدريوش، لم تعد المخدرات مجرد “ظاهرة اجتماعية”، بل تحولت إلى سرطان ينهش قلب المجتمع، بلا رحمة.
الكوكايين لم يعد في الزوايا المعتمة، بل خرج إلى العلن، يمشي بيننا، يبتسم في الوجوه، ويشتري كل شيء… حتى ضمائر بعض من يفترض أنهم حماة الوطن. من يملك الكوكايين… يملك السلطة.
من يملك الكوكايين… يملك الصمت. شباب هذه المناطق لم يعودوا عبيد الخوف. بوجوه أنهكها القهر، وقلوب تحترق في صمت، انتفضوا، لا في الشوارع، بل على جبهات جديدة، شاشات الهواتف، ملاعب الأحياء، وجدران العالم الرقمي. هاشتاغات، منشورات، فيديوهات دامعة، وكلمات أشبه بصرخات… كلها تتجه نحو عنوان واحد، “أوقفوا الكوكايين… قبل أن نخسر كل شيء
.” أصبح المخدر الأبيض أداة استعمار داخلي، يستعبد العقول، ويسحب الأمل من صدور الشباب.
صار الشاب الذي لا يملك مالا للكوكايين… منبوذا. والذي يبيعه… نجما. وتحولت بعض الأحياء إلى أسواق مفتوحة للموت البطيء، تدار من خلف ستائر السلطة، وأحيانا من داخلها. لا أحد آمن بعد الآن. الآباء يتوسلون، الأمهات تبكين، والمدارس تفرغ من المعنى.
كل شيء يباع… إلا الكرامة التي بدأ الشباب يستعيدونها. صوتهم اليوم أقوى من الرصاص، وأصدق من بيانات الإنكار. إنه التمرد… لكنه تمرد من نوع آخر. ليس بالسلاح، ولا بالاحتلال.
بل ضد عدو داخلي، يلبس البدلات، ويبتسم في وجوهنا، بينما يحقن أبناءنا بالتيه. فمن سينقذ الريف من هذا النزيف؟
من سيعيد للشباب حقهم في الحياة؟ وهل ما زال في الدولة من يصغي… قبل أن تسقط آخر جدران الثقة؟.
تعليقات
0