جريدة البديل السياسي –بدر شاشا
في مجتمعنا، تتجلى المفارقات أحيانًا بشكل صارخ عندما نتحدث عن الدعم المباشر للفئات الهشة. ففي الوقت الذي يُفترض فيه أن يستهدف هذا الدعم من لا يملك شيئًا، نجد أن النظام أحيانًا يمنح الأولوية لمن يملكون، بينما يُقصي الفقراء الحقيقيين.
لنفكر قليلاً: هناك من يمتلك منزلًا لكنه يؤجره للآخرين، ويشتغل ويستفيد من الدعم الحكومي، بينما هناك آخر بلا مأوى ثابت، دخله بالكاد يكفي لسد حاجياته، ومع ذلك يُستبعد من هذا الدعم بسبب معايير رسمية لا تعكس الواقع المعيشي للفقراء. هذه المفارقة تجعلنا نسائل: من هو الفقير حقًا؟ الفقير هو الذي لا يملك شيئًا، وليس من لديه منزل أو دخل إضافي، حتى لو كان محدودًا.
المطلوب هو إعادة النظر في آليات التوزيع، بحيث يتم توجيه الدعم لمن يعانون فعليًا، وليس لمن يظهر على الورق أنهم يستحقون أكثر. العدالة الاجتماعية تقتضي أن يكون الدعم وسيلة لتخفيف المعاناة، لا أداة لتكريس التفاوت.
إن تجاهل الفقراء الحقيقيين ليس مجرد خلل إداري، بل قضية أخلاقية واجتماعية تمس جوهر التضامن والمواطنة. الفقراء بحاجة لمن يراهم كما هم، لا كما تقول لهم الأوراق الرسمية إنهم.
تعليقات
0