الحديقـــــــــــة…..الحديقة ثانية وثالثة …..ا بقلم ذ.محمادي راسي
بقلم ذ.محمادي راسي- جريدة البديل السياسي :
الحديقـــــــــــة…..
الحديقة ثانية وثالثة …..ا
إلى أن تكون …..
إما حديقة حقا ..
أو ضيعة للقاذورات …..
أو كناسة للأزبال والنفايات…
أو مراغة للدواب …
أو مرجا للممراجين…..
أو سوقا للمهرجين والحشاشين.
والشيشة وما يشبهها ويشاكلها …
إنهم يدنسون الأمكنة …
وتمر بهم الأزمنة…
وهم يندسون ويوجلون ….
لا يقولون قولا معروفا
ولا يسدون شيئا جميلا ….
لهذه البقعة البريئة المهملة ……
يقولون ويعاهدون …..
ولكن ، ،،، لا يفعلون…..
يرون أمامهم مناكر…
ولكن ،،،، لا يغيرون ولا يحتجون …
وعلى هذا النهج يسيرون ….
وفي كل واد يهيمون …..
لأنهم لا ينسجمون ….
ولا يتفقون ولا يتفاهمون ….
لأنهم ينافقون ويتحايلون …..
ينتهزون ويتلامزون …
يتغامزون ويتهامزون …..
لا تهمهم الحديقة …
ولا المدينة …..
ولا الجنة …..
ولا المواطن المعلول ….
ولا الصحيح ….
ولا المرأة العجوز …
ولا الفقير المعوز ….
ولا الحيوان الأليف …..
ولا يحترمون المكان ….
ولا يعبأون بالزمان ….
ولا بأوضاع اليتامى والأيامى …
والأطفال والشبان ….
وكل ما يتعلق بهموم …
المواطن والوطن ….
لا يعرفون إلا الهدم ….
والضيم والشغم ….
وقد طغى عليهم النسيان …
واستحوذ على عقولهم الشيطان ….
حرت في مدلول هذه الحديقة ،وفي أمرها وشأنها وحالها وحالتها وأحوالها وحولانها ،فهل هي خصوصية أم عمومية ؟ هل هي حديقة أم بستان /روضة / جنة / ضغيغة / وحج / ملعب/ باحة / مقهى /فندق / مطعم / كناسة /….، وهلم سؤالا وتسآلا وتكرارا …
.بدون جواب ؟؟؟ فمدلول الكلمات لا تنطبق على هذه الحديقة التي تسمى بالحديقة …فلا أرى أي جدار أو حائط أو سور أدير عليها …جزء أيهم ، جزء يهفوف ،جزء أوسب ،جزء يهيرى وجزء أشخم ….كل جزء يملكه فلان وعلان وهامان وهيمان ونقمان وندمان ، فلم تعد عمومية ، وماذا يقول القانون في احتلال الملك العام ..؟؟
تتعاظل فيها الكلاب وتتهارش ،وتقل أرجلها …..ترعى فيها الأغنام ،وتتمرغ فيها الدواب ، يجلس وينام فيها الأنام ، ويتخذها كنيفا ،والشقذان والأفاعي والفئران تتخذها أورابا ،لا يسمع فيها إلا جن الناموس والذباب، ونهيق الحمير ، ونباح الكلاب ، وثغاء الأغنام ، الأوابد تهجر ،والقواطع لا ترجع ، والسنونو تمر مر الكرام ،
هروبا من الروائح الكريهة ، وأخرى لا تجح بتاتا ، مصابيح الأعمدة الكهربائية معطبة ، الفسقيتان معطلتان عقرهما مليء بالعقارب والجعلان والخنافس والرتيلاوات وغيرها من الحشرات ،أما الفسقية الواقعة في وسط المدار ، فمياهها مسيطة ، لا تتدفق من أنابيبها إلا في المواسم والمناسبات ، الماء فيها يفنى ويصبح كدرا جعلا مسيطا ،وتارة يحيا ، فالماء رمز الحياة والتدفق والحركة والجريان والسيلان والخصوبة ، وفي هذه المدينة يموت رغم أن الآية القرآنية تقول :” وجعلنا من الماء كل شيء حي ” ،الماء أساس النظافة ،والنظافة من الإيمان ، والوسخ من الشيطان ، كما يعرف ويقول جميع البشر ، ولا أرى أي تطبيق لما يقال ،والماء تسير به حتى الآلات والمحركات ،وفي مدينتنا يقتل الماء ، وتقتل الحديقة بما فيها ، ويحارب حتى المواطن العادي ، والمثقف الغيور والملتزم والعضوي ، إن الجهل هو الجوع الأكبر، والإهمال هو أساس التأخر ،والإغفال هو ترك المجال لانتشار الموبقات ،والوقوع في الوباطات والسخافات .
أرى أشجار النخيل الفارعات السامقات ،وقد هذبت في هذه الأيام ،تذكرني بأشجار النخيل بالرباط قبالة البرلمان ، ولكن في مدينتي لا تحترم ، وهي تتألم وتئن بما تراه من سلوكات لا يقوم بها حتى الحيوان ، أشجار أخرى لاتهذب ، وأخرى يابسة مهملة ، إن الميز طال حتى الأشجار والنباتات ، والإهمال جلي لأنه شمل بعض أنحاء الحديقة / فقط / من حيث السقي والرعاية والنقاوة والتشذيب والتهذيب ….
هذه الحديقة التي كتبت عنها مرارا وتكرارا ، تقع في وسط بني انصار تئن تشكو إلى الله حالتها ، جميع نباتاتها وأعشابها وأشجارها تموت وتيبس ، لعدم الاهتمام بها ورعايتها ، فهي أرواح كذلك ، لكن المواطن في بني انصار يقتلها ، ويبغبغها بـرجليه وأرجل الكراسي والمقاعد ،وفي هذا احتلال للملك العام ، تعيش في إحن ومحن ،وهي فندق لكل متسكع ومتشرد ، ومرحاض لكل عابر سبيل ، يستغلها البعض للتجارة والتحرش واستفزاز العائلات بتقريب الكراسي إلى العمارات والمنازل والبنايات ، كلما حل فصل الربيع والصيف والخريف ، و البعض يريد لها أن تكون “جامع الفنا ” ، لأنها مليئة بالكراسي والموائد والحيوانات ؛ من كلاب وحمير وبغال وماشية وقطط ، تنقصها الأفاعي والقرود المروضة المدربة ، والحلقات والرواة ،ولكنها حافلة بالسبسي والكيف والقرقوبي والشيشة ، وجميع السموم الضارة المنتشرة ، لقتل الشباب والأطفال ليكونوا خاملين مدمنين ليس بمفكرين ومبدعين ، حاصلين على شهادة التسكع والتشرد والبغر والشغر والبله والتبله ــ ولقد فات الأوان ـــ فكثر الإجرام والسرقات لأجل الحصول على السموم ، بسبب القشوف .
لقد بحت حناجرنا ، وجفت أقلامنا محذرين منبهين إلى العواقب الوخيمة ، بغض النظر عن الموضات السابقة الزائفة الراحلة إلى أن ظهرت موضة جديدة ، لغياب المراقبة والزجر، ألا وهي ؛تشرميل لا علاقة لها بسلوكات الإنسان ، لغياب روح المواطنة والمدنية والتحضر والتمدن ، وكل ما له علاقة بالآداب والأخلاق ، ففي هذا تأخر ورجوع إلى عهد القراصنة والصعاليك، وأي جديد في هذا ، أو أية موضة في هذا التشرميل ، إنه تقهقر وقفول إلى الجاهلية الجهلاء ، والضلالة العمياء ، وقتل الأبرياء ، وهل يعقل أن يكسب الإنسان الرزق بالحكف والكسل والحيل دون العمل ،ويصبح كالإنسان الحيقل العائل ..ااا؟
إن المدينة تزينها الحدائق والعمران والأشجار والغابات في الجبال ،وتزداد جمالا إذا كان موقعها قرب الأنهار والبحار ، ويقاس تمدنها حضارتها بتواجد المراحيض بها ، ولمدينتنا موقع جميل يجمع بين البحر والجبال ، به تكتسي جمالا وبهاء ، ولكن تعاني من مشكل الإنسان الذي يحتاج إلى ثقافة الحفاظ على المدينة وممتلكاتها ،وحسن التدبير والتسيير ، وحسن الجلوس والسير في كل مكان وزمان ….
.ما نوع الإنسان الذي يجلس سبع ساعات أو أكثر في المقهى ، ؟ كأنه في مؤتمر للنظر في شأن المدينة ، ولا شيء من ذلك وذاك ،وإنما يسافر مع النارجيلة المليئة “بالركيلة” أو الشيشة إلى عالم الأوهام بواسطة الدخان ، يظن أنه في قطار يمشي بالدخان والبخار، وبالتالي لا يعرف اتجاهه ، إلى أن يسدل صاحب المقهى الستار ، لإنهاء المسرحيات التي لها علاقة بالحماقات .،وارتباط بالسخافات ، وصلة بالموبقات ، ومت بالخزعبلات
ومع ذلك لا يريد أن ينهض ويستفيق ، لأنه هو المتحكم في المقهى ، فلا دور لرب المقهى ولا للخدم والندل ، وهو “عزاف” وعراب وغراق المقهى وسلطانه ، ونيرونه ، ونمروده ،وجاميس بوندوه ،،وريتشارد بورتونه ، وقبه وعبه وزعطوطه وخربانته ومالكه ……ااااا؟؟؟ما أكثر هذه النماذج في غياب المراقبة والزجر والتغريم …اا ، لدحر الأنانية الجوفاء ، ومحاربة نشر السموم بين الشباب الذي لا يريد أن يستفيق ، بسبب الانسياق والاستهواء والاستغواء …
. هذه المحفزات السيئة تؤدي إلى الانجراف والانحراف وإلى نتائج وخيمة ، وإلى ما لا يحمد عقباه ، إن عاجلا أو آجلا أو حاضرا أو مستقبلا …..
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار