كتاب وآراء

التنبالة المكلاب بأرض كلبة في الحديقة المكلبة..بقلم ذ.محمادي راسي

بقلم ذ.محمادي راسي -جريدة البديل السياسي :

التنبالة المكلاب بأرض كلبة في الحديقة المكلبة

لعقده العديدة من ناطوسية ونرجسية وتنبالية … يحمل مرادفات كثيرة: كالتنبل والتنبول والتنبال والتنبالة ، والزعبوب والزنبل ، إلى أن أضحى زعبولا زمالا ، بعلة سلوكه وعقده وجهله المركب المربع المكعب .

خفيف هزرفيّ في حركاته ، نشيط في زقزقاتة وبقبقاتة ، هبص في مشيته ، هزق في سلوكه ، نزق في أعماله وتصرفاته ، همجي في طبعه ، دائما في تصنع وشعور بالنقص ، يحكي انتفاخا صولة الأسد كالهر ، يستأسد ويستنسر ، يريد أن يكون ذراعا وهو كراع وقيد أنملة وشبر ، بسبب شبرته القصيرة ، فكل منحوس منقوص ، أو” كل منقوص منحوس ” يبدو كالمهرج في السيرك بجلساته وقهقهاته في الريضة القفراء ، ومن خلال دلاله وتغنجه وتغوجه ، تارة يكون هزرا ،وأخرى نزرا ، وهلم جرا شرا ونزغا .

أفضل أن يطلق عليه التنبول على وزن “البتبول ” الكلب الذي يريد النهش والعض والافتراس ، ولكونه يحمل سلوكات مليئة بالشر ، وميولات تنزع نحو الفسق والفساد ، لأنه يريد إثبات ذاته الناقصة جسما وعقلا ، بنمطية سلبية موصدة .

يملك سيارة صغيرة مثله ، يركنها في مكان استراتيجي ….، يحرك المفاتيح في يده وهو مزهو بنفسه ، يمشي مشية المخنث على أنه عصري شاب ” ستيكا “، “سبورتيكا “تخربيقا “يريد إثبات ذاته بسيارته ، يتجه إلى مقهى قلاع ، ليجلس على الكرسي ورجلاه لا تصل إلى الأرض ، من هناك يبدأ في الحوار مع السيارة ومغازلتها ، بالضغط على زر المنبهة مرارا ، ثم يتجه إلى فتح أبوابها تكرارا ، لتنبيه الجالسين والمارين والساكنين والغافلين والنائمين ، كأنه مايكيل بسيارته الغريبة العجيبة ، وبعد الحوار يشرع في القراءة التلباتية .

قراءة الأبواب والجدران والنوافذ ، يقوم بإحصاء ما في الحديقة من كلاب ودواب ، وتتبع حركات المارين ، ليضبط أموره الشيطانية ، ينتظر أن تأتي إليه نونجة وقنوجة ومنوجة … يبدو كالكلب الذي ينز ويهز ذنبه عندما يرى صاحبه ، يدور كالناعورة إلى أن يتحول إلى النعر ، فتصيبه النعرة ، وأحيانا يتحول إلى النعرات المتطفلة التي تؤذي الحيوان والبشر ، يطوف كأنه في طواف الإفاضة ، أو في المجرن يبغبغ الحب كالحمار، ذئر على ما هو خبيث ولم يذعر ، فأصبح ذاعرا ،كالذعرة المعروف بأم سكعكع ، لا أدري ماذا أصابه ، وما سبب الطوفان والدوران والهذيان في الطوفان ، بضم الطاء ؟ ،لأنه لا يعرف الحي من اللي ، ولا الكاع من الباع ، ولا الكوع من البوع .

ولا الهر من البر ، وإذا عرف السبب بطل العجب ، يحب رائحة الأزبال بأنواعها ، الأعمدة الكهربائية يتخذها كالمظلات ليلا ، لا يسأم من كثرة الانتظار والجلوس ، يتحول إلى خناس وخنيس ، يعبد الجدران ، كأنه أمام المبكى ؛ جدار السور الهيرودوسي ..

يتحول إلى الجارن القاتل ، وإلى “المقرقب ” المذبذب ، وربما إلى “المشرمل ” الهائج ، وإلى الجرو كثير النباح لإثارة الانتباه ، يرج ذنبه إلى أن تظهر نخبته ، وتلكم لغة الكلاب لا يفهمها إلا الكلاب ، وجوده كعلان بوادي الكلب ، يبدو أنه أصابه الكلب والكلاب ، وأنصحه أن يكون من الكلاب البريدية ، لينجح في مهمته الفاشلة ، أو أن يتجه إلى الكلبة للشفاء ،لأنه أحيانا يستكلب فيتحول إلى كلب الأرض ليلا ، كأن مخاضا حضره ، أو عقربا لسعه ، أو أن يذهب إلى بيطري أو طبيب نفساني ، لأنه أيضا ؛ في الصباح يكون إنسانا سويا .

وفي الليل يكون كلبا مسعورا كثير النباح ، وذئبا وثعلبا وابن آوى أو “أبا زهرة ” مفترسا كثير العواء ، إلى أن يصبح معاوية تميل إليه الكلاب لتعاظله لأنه يشبهها ، ومن أشبه أباه فما ظلم ، وحتى ابن آوى وابن عرس يجمعان على جمع الإناث

.بنات آوى وبنات عرس . في هذا كفاية ـــ للابتعاد عن نافلة القول ــــ في وصف هذا التنبالة الذي أصابته البلاهة بين عشية وضحاها، وزادته العتمة لحاجة في نفسه نذالة وعتاهة ، فأصابه العمش والعمى والعمه والعته والعمية بكسر وضم العين ،وعد ويعد من فصيلة اليعمور واليحمور والعامر وأم عمرو،والمناجذ والوطاويط والخفافيش وقرعبلانة والزعبل والخنافس والموله

…وأعده من فصيلة البعوض الذي يحضر في الليل لرشف ومص الدماء ، وهو من الحشرات المنحطة ، وهو حيوان عضوض ،وأخذ لفظه من” بعض ” لصغر جسمه بالإضافة إلى الحيوانات.

ينتقل من الإنسان إلى الحيوان إلى الجن ثم الجنة والجنون المطبق كلما جن الليل … إلى أن أصيب بجنون الكلاب ، بأرض كلبة في الحديقة المكلبة من كثرة التعلق والشغف والولع بها ، فأصبح دون ريب ، يشبه الكلب في سلوكه المتقلب المضطرب ، يشاركه في الأكل والتعاظل

والولغ والتهارش والتحرش والنباح ، وزاد عليه بالهرج والمرج ، والصياح إلى الصباح ، لينوب عن الديكة والمؤذنين لاستيقاظ النائمين ، أو ليقول حي على الصبوح …. لأنه حرم من تناول الشيشة في الحديقة المكلبة …

وهذا هو التنبالة القهرم القزم الذي أراد أن يقيم خيمة للإبداع الشيشي ، ولا أن يدافع عن إ نشاء مكتبة في الحديقة للأطفال للاستفادة وتنمية المدارك والألباب ، ولا أن يقيم خيمة للإبداع الفني بأنواعه لتنمية المواهب ، كما في أصيلة المدينة الصغيرة المبدعة الملهمة بنسيستها الجميلة ، وسناسنها الباردة العليلة ، الموقظة للضمير والشعور ،والمنشطة للجسوم تغمرها سرورا وحبورا وارتياحا وانشراحا ، بدلا من النارجيلة التي تدمر الجسوم ،وتخرب الجيوب ، وتفسد العقول ، ويصاب المدمن بالهبالة والخمول والذبول والجنون …

وأهل الشأن في دار غفلون ، وهم غافلون عما يجري ويدور في الشوارع والأزقة والحدائق والأحياء ، يتسارعون إلى الجلوس على الكراسي الوثيرة ، بدلا من الطواف وتفقد حالة الساكنة ، لأجل السكينة ، وليعاينوا ما يحدث من سلوكات مقيتة ، وتصرفات مخجلة ، خلال الملوين ، لا تمت صلة بالمدينة في هذه المدينة البريئة المنسية المريضة ؛ فضاء برا وبحرا ، المحتاجة إلى ربان وسائقين ورؤساء نزهاء عقلاء ، يقدرون المسؤولية ويرونها على أنها تكليف مع المحاسبة والمراقبة ، وليست تشريفا ، وليس أن يقوم المسؤول بما يشاء ، ويتصرف حسب أهوائه كأنه في ضيعته ، فهذا الاعتقاد فيه حماقة وسفاهة واستبداد ، وحب التناهي شطط وبطبط وغطرسة .وعجرفة …

خاتـــــــــــــــمة

تتكاثر الطفيليات المضرة ، يزداد السلوك التطفلي الطفيلي الفضولي المفضي إلى الفوضى الهدامة لا الخلاقة ، ينتشر سلوك الإجرام والسرقة والانتحار والاستفزاز والرعب والذعر ، ينمو الإقبال على المتع الفتاكة ، وغيرها من السموم المهيجة التي تحول الإنسان إلى وحش مفترس ، يقوم بسلوكات لا تتسم بالإنسانية.

إن العوامل المذكورة التي تتجلى في التكاثر والتزايد والتنامي والانتشار والإقبال ،أسبابها عدم الرعاية والعناية والتشذيب والتهذيب ، وغياب المراقبة التربوية من طرف الأسرة وهي المدرسة الأولى ، وغض الطرف من طرف المسؤولين المعنيين عما يرى من فسق ونزق وطيش ، ويقترف من إجرام وفتك وبطش ، وعلاوة على هذا غياب الحياء والأخلاق ، وانتشار ظاهرة احتلال الملك العام ،وإيذاء الطريق بالجلوس في وسطه ……..

و إذا سرنا على هذا النهج من السلوك؛ سنكون مجتمعا فاشلا عاجزا عن العمل ، خاملا مهمشا ، لا ينتج أي شيء وجوده أو عدمه سيان ، يصلح فقط ؛للجلوس و اللهو واللعب والفساد والهدم والقتل والتخريب والتنكيل .

 

 

 

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار