دين ودنيا

التربص بعد الطلاق: حكمة وحقوق في الإسلام وعدم إخراجها من المنزل 

شاشا بدر – جريدة البديل السياسي

تُعدُّ العلاقة الزوجية من أهم العلاقات التي تحافظ على استقرار الأسرة والمجتمع، ولذا فإن الإسلام يولي هذه العلاقة عناية خاصة من خلال العديد من التشريعات التي تحكم حقوق كل من الزوج والزوجة. من بين هذه التشريعات، يتضح مفهوم التربص الذي ورد في القرآن الكريم في سياق الطلاق.

حيث أشار الله تعالى في سورة الطلاق إلى ضرورة أن يتربص الزوجة بعد الطلاق لمدة معينة، وهي فترة العدة.العدة في الإسلام ليست مجرد فترة انتظار، بل هي مرحلة لها أهداف سامية تهدف إلى حفظ حقوق الزوجة، وضمان براءة الرحم، وإعطاء فرصة للزوجين للتفكير في قرار الطلاق وإمكانية العودة.

يُطلب من المرأة أن تظل في منزلها خلال هذه الفترة دون مغادرته إلا في حال ارتكابها لفاحشة واضحة، وهو ما يعكس اهتمام الإسلام بحفظ كرامة المرأة وعدم إجبارها على مغادرة منزلها بعد الطلاق.

الفترة الزمنية التي يجب على المرأة التربص خلالها تختلف بحسب حالتها. فإذا كانت المرأة غير حامل، فإنها تنتظر ثلاث حيضات، بينما إذا كانت حاملًا فإن العدة تستمر حتى تضع حملها.

وهذا التحديد الزمني لا يعني فقط ضمان براءة الرحم، بل أيضًا يُعطي فرصة للطرفين للتفكير العميق في قرارهما.

كما أن العدة تعطي الزوجة وقتًا كافيًا للتعافي النفسي من الصدمة التي قد تنتج عن الطلاق، وتمنحها فرصة للتركيز على صحتها ورفاهها قبل اتخاذ أي قرارات مستقبلية.

من الجدير بالذكر أن العدة لا تتعلق فقط بالنساء، بل هي أيضًا آلية لحماية حقوق الطرفين. فهي تتيح للزوج فرصة للتفكير في إمكانية العودة إلى العلاقة، حيث إن فترة العدة يمكن أن تكون فترة للتراجع عن الطلاق في حال رغبة الزوجين في إعادة بناء علاقتهما.

كما أن الطلاق في الإسلام ليس أمرًا يتم على عجلة، بل هو خطوة مدروسة تهدف إلى مصلحة الطرفين، وبخاصة المرأة.

التربص بعد الطلاق في الإسلام لا يقتصر على فترة زمنية، بل هو نظام يهدف إلى تأكيد حقوق الزوجة وحمايتها في مرحلة حساسة، ويشجع على التفكير المدروس والتروي في اتخاذ القرارات.

هذه المبادئ الإسلامية تعكس العدالة والرحمة التي يجب أن تسود في العلاقات الزوجية، وتضمن حماية حقوق المرأة في حال حدوث الطلاق.

 

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار