التدبير الأعرج للحكومة: الحلقة الثانية… بقلم الأستاذ عبد القادر طلحة
الأستاذ عبد القادر طلحة – جريدة البديل السياسي :
التدبير الأعرج للحكومة:الحلقة الثانية.
======================
الواقع ان الحكومة مدركة لمسألة اتساع دائرة الفقر والهشاشة، وهي تصرح بذلك لاجل ازالة الحرج امام اسئلة الراي العام ،ولكن الحكومة غير واعية بمخاطر المسألة بالنسبة للسلم الاجتماعي. لان الوعي الحكومي لو كان موجودا لظهر في الحلول ومنهجية معالجة الظاهرة.
الجكومة في وجه يراها الراي العام ان ماسكة بزمام الامور من الناحية المالية فهي توزع المال”الريع” ذات اليمين وذات الشمال، واوردت مثال الدعم الموجه للمحروقات الذي لم تستفد منه الفئات الفقيرة ولا الوطن ولا ان الدعم عالج معضلة ارتفاع الاسعار.
تمضي الحكومة في هذا التدبير الاعرج وسأقدم المثال الذي يمكن ان يراه الاعمى الا خبراء الحكومة في المالية والاقتصاد.
المثال يتعلق بقرار وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك =الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية= المتعلق بتعويض أصحاب المركبات المزمع تكسيرها.
المركبة مهما كان صنفها فهي ملكية خاصة استفاد منها مالكها لمدة معينة قد تكون قصيرة او طويلة، وأكيد ان للمركبة مردودها المالي والذي استفاد منه صاحبها طيلة مدة اشتغالها ولم يستفد معه احد غيره.(اذا استثنينا اليد العاملة كالسائق مثلا).
من الطبيعي ان المركبة لها عمر معين للعمل ولابد ان تهرم مع مر السنين كالانسان تماما.
هل الدولة هنا مسؤولة عن هرم السيارة وعدم صلاحيتها للاشتغال،؟ ام ان المالك الذي استفاد منها هو المسؤول؟ كيف ستنوب الدولة هنا عن المالك لتعويضه ماديا ان اراد تكسيرها بعد مرور 20 سنة من وضعها في الخدمة.؟ اي دخل للدولة هنا.
الدولة تهمل تجهيز المستشفيات والمدارس
ولا تكترث للعمال والموظفين الذين افنوا زهرة عمرهم في العمل، لاتملك الحكومة امكانية الزيادة في اجورهم وهي مسؤولة اولا واخير عن متاعبهم المالية ولكن المستثمر في ميدان النقل والذي يملك ناصية امره من الناحية المالية، فان الدولة ستمنح له منحة تكسير شاحنته بعد شيخوختها في العمل وبتعويض غير عادي.
انا سأتي الى الخاتمة وساربط ذلك بما قلته سابقا بان الحكومة منحازة للاغنياء وان القول بالدولة الاجتماعية ليس الاضحك على الذقون
سؤالي هو :من يملك اساطيل الشاحنات والحافلات؟طبعا ليسوا من الفئات الهشة.
من سيستفيد من منحة التكسير، وتجديد الاسطول؟ طبعا ليسوا من الفقراء.
ولكن للفقراء نصيب في المهزلة لانهم رهن الاشارة اثناء الانتخابات بثمن “فروج رومي”
الحلقة الثالثة مع مبالغ التعويض حسب اصناف المركبات المزمع تكسيرها ،وانصحكم بكوب ماء وعلبة “دوليبران”حتى لا يجف عقلك وتبتلع لسانك جراء الحرارة المفرطة التي يمكن ان تصيبك.
اسأل لكم حسن الخلاص من هذا التدبير الاعرج والى حلقة ثالثة.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار