منبر البديل السياسي

البيصارة.. سلاح المغاربة لمواجهة البرد في “الليالي”

اسماعيل هاني – جريدة البديل السياسي :

كلما غابت الشمس وانخفضت دراجة الحرارة، إلا واحتلت وجبة البيصارة صدارة الأكلات المفضلة عند المغاربة.

البصارة أو حبيبة الملايين خلال فصل الشتاء وموسم البرد، تعتبر من الأكلات الأكثر شعبية في المغرب.

موطنها الأساسي شمال المغرب، إلا أن باقي مناطق المغرب تحتفي بهذه الوجبة التي يحتمي بها الكثيرون من قساوة البرد.

ورغم أن سكان شمال المغرب بجهة طنجة وتطوان ووزان والعرائش، يتقنون أكثر من غيرهم إعداد هذه الوجبة، إلا أن استهلاكها يصل إلى جميع ربوع المملكة، حتى أنها أصبحت وجبة رئيسية تقدم ببعض المطاعم والفنادق كإحدى مكونات الفطور.

وجبة البيضارة، أو البيصر كما يناديها أهل الشمال، تتميز بخاصية فردية، فهي الوجبة التي يمكن استهلاكها في كل الأوقات، فقد تكون ضمن وجبة الفطور، كما يمكن أن تقدم خلال وجبة الغذاء والعشاء.

طبق البيصارة، يعتبر في الوقت نفسه من الأكلات الأقل تكلفة من الناحية المادية، إذ لا يتطلب إعدادها أكثر من 10 دراهم ولمجموعة من الأشخاص في البيت قد تصل إلى ستة أفراد، كما أن تناولها خارج المنزل لا يكلف أكثر من 3 دراهم.

طقوس إعداد البيصر، تحتاج بعض المقومات الأساسية، كالثوم، وزيت الزيتون الذي يضفي عليها نكهة خاصة، إضافة إلى بعض التوابل الأخرى التي تدخل ضمن العناصر المكونة لوجبة البيصر.

ورغم أن إعداد وجبة البيضارة في متناول الجميع، إلا أن مشهد تقديمها ساخنة يغري الكثيرين ويصنفونها ضمن الأكلات المثيرة للشهية.

خارج فصل الشتاء يتراجع استهلاك البيصارة بالبيوت، إلا أن الطلب عليها خارج المنازل يحافظ على وتيرته، حيث يختارها البعض وجبة ليبدأ يوما دافئا وبسعرات حرارية تمنحه الطاقة للعمل.

بساطة وشعبية هذه الأكلة، جعلت بعض المسؤولين يلتقطون صورا وهم يلتهمون صحون البيصارة للرفع من شعبيتهم والتدليل على بساطتهم.

في النهاية تعتبر وجبة البيصارة مادة مغذية من جهة ودواء للبرد من جهة أخرى، مما يجعلها وجبة متعددة الفضائل.

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار