“البطاطس” تسبب حالة من الغضب بعدما ارتفعت أسعارها بشكل قياسي في الأسواق الوطنية
فؤاد جوهر/ جريدة البديل السياسي :
قفزت أسعار البطاطس في الأسواق الوطنية الى أسعار هزت جيوب المغاربة، ووصلت الى سقف 6 دراهم للكيلوغرام الواحد، ما نجم عنه موجة من الغضب لدى المستهلكين، خصوصا وأن المنتوج يعد عميد المائدة المغربية، اذ تعتمد عليها ربات البيوت بشكل أساسي لتحضير الوجبات الغذائية.
ورغم أنه لم تتجلى المكامن الحقيقية وراء هذا اﻹرتفاع لسعر البطاطس، الا أن استقرار الرأي يشير الى بداية ندرة هذا المنتوج مع بداية فصل الشتاء، وغياب الرقابة من جشع تجار الجملة في العديد من وحدات أسواق الجملة، الذين يعمدون الى رفع الأسعار بهدف تحقيق أكبر أرباح ممكنة.
ويرى "البشير"، وهو فلاح بمنطقة صبرة التابعة اداريا ﻹقليم الناظور، أن هناك الكثير من تجار البذور يتحكمون في الأسواق الوطنية، وهو ما سهل مأمورية التلاعب بالأسعار وسط غياب الرقابة الحكومية، كما أشار الى أنه يتم تخزين البطاطس من قبل هؤلاء في الثلاجات، لخلق الندرة في المنتوج مع طرق فصل الشتاء للأبواب.
وأكد "ميمون"، وهو مياوم يشتغل بمبلغ 100 درهم في اليوم، اذا ابتسم له الحظ في الأشغال الشاقة بالبناء، وبنبرة حزينة لموقع "عبر.كوم"، أنه على الحكومة أن تتحمل مسؤوليتها لحماية المواطنين من الغلاء، والتلاعب بالأسعار الذي يسببه جشع التجار عديمي الضمير، فكيف يعقل أن مياوما أجرته 100 درهم في أحسن الحالات، يمتلك أسرة من 5 أفراد، يشتري منتوج أساسي كالبطاطس بمبلغ 6 دراهم، فأين هو ثمن باقي الخضروات والزيت والدواء..؟
وتشهد مختلف أنواع الخضر والفواكه هذه الأيام ارتفاعا مبالغا فيه يسود العديد من الأسواق الوطنية، بما في ذلك الطماطم التي بلغ سعرها 8 دراهم، وهو ما اثار امتعاض المواطنين خصوصا ذوي الدخل المحدود، والذين تأثروا بتداعيات أزمة كورونا التي أضرت بالجيوب، في ظل الأزمة اﻹقتصادية الخانقة التي خلفتها الجائحة.
وصرح مواطنون من الناظور لجريدة البديل السياسي ، أن الأسعار التي يتم تداولها في هذه الأيام خصوصا ثمن البطاطس ركيزة المطبخ المغربي غير معقولة، وتجاوزت كل الحدود، ولا تناسب المداخيل التي اهتزت بسبب وباء كورونا، وتجفيف منابع التهريب المعيشي من جهة الشرق ومليلية، في واحدة من أسوء الأزمات التي تشهدها المنطقة الشرقية.
وأرجع بعض الباعة الجائلين بمنطقة زايو التابعة اداريا ﻹقليم الناظور، أن سبب ارتفاع ثمن البطاطس وبعض الخضروات، راجع بالأساس الى التدابير الوقائية التي تتخذها السلطات المحلية في العديد من المدن، خوفا من انتشار عدوى كوفيد 19، بسبب العمليات الخاصة بالتنقل وهو ما يفسر هذه اﻹرتفاعات المفاجئة غير المرغوب فيها.
الأكيد في هذه المعادلة التي تستنزف جيوب المغاربة والفئة الضعيفة، أنه كلما زاد عدد المضاربين ما ببن الفلاحين والمستهلكين، تقفز الأسعار الى مستويات قياسية، ويتحمل المواطن البسيط فيها الزيادات الصاروخية التي يستفيد بها سماسرة الأسواق في العديد من أرجاء الوطن.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار