اجتمــاعيات

الاستاذة خديجة بالخيري ناشطة حقوقية في ضيافة جريدةالبديل السياسي. حول: المرأة و السياسة بالمغرب : واقع،افاق و تحديات

جريدة البديل السياسي

الاستاذة خديجة بالخيري ناشطة حقوقية في ضيافة جريدةالبديل السياسي.حول: المرأة و السياسة بالمغرب : واقع،افاق و تحديات .

شهد المغرب خلال العقود الأخيرة تطورًا ملحوظًا في مجال تعزيز المشاركة السياسية للنساء، وذلك من خلال إصلاحات تشريعية ومبادرات سياسية تهدف إلى تمكين المرأة من لعب دور أكبر في الحياة العامة. وذلك من خلال:

  • القوانين الانتخابية: تم تخصيص لوائح جهوية خاصة بالنساء في الانتخابات التشريعية، مما ساهم في زيادة عدد النساء في البرلمان
  • 2- آلية الكوطا: اعتماد نظام الحصة (الكوطا) لتمكين النساء من الوصول إلى المناصب التمثيلية، سواء في البرلمان أو المجالس المحلية والجهوية تمثيلية النساء في البرلمان المغربي : في انتخابات 2021، بلغ عدد النساء المنتخبات في مجلس النواب 96 نائبة، أي حوالي 24% من إجمالي المقاعد.
  • وعلى الرغم من هذا التقدم مقارنة بالسنوات السابقة، إلا أن النسبة لا تزال دون الطموحات المعلنة لتحقيق المساواة وعلى الرغم من الارتفاع المسجل في حضور النساء داخل الغرفة الأولى، فإن الأرقام تخفي حقيقة أخرى، وهي تراجع النساء الفائزات بمقاعد نيابية في الدوائر المحلية من 10 نساء في المجلس السابق إلى 6 نساء فقط في المجلس الحالي، أي ما يمثل 1.96 في المائة من إجمالي المقاعد إذ تشير هذه النتيجة إلى حقيقتين؛ الأولى أن نظام الكوطا الذي اعتمده المغرب منذ سنة 2002 فشل في إفراز قيادات نسائية قادرة على منافسة الرجال في الدوائر المحلية وضمان مقاعد لهن في مجلس النواب.
  • أما الحقيقة الثانية، فتتمثل في عدم بلوغ نسبة الثلث في أفق المناصفة التي نص عليها الفصل الـ19 من الدستور، والتي ما فتئت الحركة النسائية تطالب بها رغم اعتماد الكوطا.
  • . أما على المستوى الحزبي : تم تسجيل تحسن تدريجي في عدد النساء اللواتي يشغلن مناصب قيادية داخل الأحزاب السياسية والمجالس المنتخبة، لكنه يظل محدودًا إن لم نقل منعدما التحديات التي تواجه تمثيلية النساء في المجال السياسي:
  • 1- الثقافة المجتمعية: لا تزال تمثيلية النساء في المجال السياسي تواجه تحديات كبيرة ترتبط بالثقافة المجتمعية و الهيمنة الذكورية على الفضاء السياسي فتستمر بعض العوائق الثقافية والمجتمعية في تقليص مشاركة النساء، حيث يُنظر إلى السياسة تقليديًاكمجال حكر عل الرجل.
  • 2- غياب الدعم: ضعف الدعم داخل الأحزاب السياسية لترشيح النساء في مواقع القرار ويقصد بالدعم غياب الإرادة السياسية, حيث نجد جل الأحزاب لازالت تكرس تلك النظرة التقليدية للمرأة في المجال السياسي فترهن مشاركة المرأة في الحقل السياسي بفشل الرجل كالمقولة الأمازيغية الشهيرة : ” إرميت بابا علي داشن ماما علي” بمعنى هل ستتمكن ماما علي من القيام بما لم يتمكن القيام به بابا علي 3- العوائق الاقتصادية: تواجه النساء تحديات اقتصادية تجعل من الصعب عليهن تحمل تكاليف الحملات الانتخابية .
  • 4- الأمية وضعف التكوين السياسي: قلة الوعي بأهمية المشاركة السياسية لدى النساء في بعض المناطق، بالإضافة إلى ضعف التكوين السياسي لكن رغم كل هذه العوائق هناك توصيات من أجل الرفع من المشاركة النسوية في الشأن السياسي للبلاد فعلى سبيل المثال نجد : تعزيز برامج التكوين والتأهيل السياسي للنساء، خاصة في المناطق القروية والنائية رفع الحصة المخصصة للنساء في اللوائح الانتخابية لتصل إلى مستويات تضمن تمثيلية متكافئة إطلاق حملات توعية تستهدف تغيير العقليات المجتمعية لتعزيز قبول النساء في المناصب السياسية رغم التقدم الذي حققه المغرب في مجال تمكين النساء سياسيًا، إلا أن الطريق نحو تحقيق المساواة الكاملة لا يزال طويلاً.
  • يتطلب الأمر إرادة سياسية قوية، إضافة إلى جهود مجتمعية لتغيير التصورات النمطية عن دور النساء في المجال العام، بما يضمن تحقيق الديمقراطية التشاركية ….خديجة بلخيري …مكناس…

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار