الارتفاع في أثمنة الخضر والفواكه واللّحوم يغضب المواطنين
فاطمة العجاجي – جريدة البديل السياسي :
عرفت الأسواق المغربية، في الأسبوع الأخير، ارتفاعا وصف بـ”الصاروخي” في أثمنة الخضر والفواكه واللحوم البيضاء، بنسبة وصلت في بعض المناطق إلى 25 في المائة، ما خلف موجة غضب عارمة في صفوف المواطنين، الذين استغربوا من هذا الأمر، خاصة أن البلاد تمر بظرفية استثنائية تضررت خلالها القدرة الشرائية للمغاربة، ما يُحتم الحفاظ على استقرار الأثمنة.
ووصلت قيمة الكيلوغرام الواحد من الدجاج، إلى 20 درهما، بمعدل زيادة وصل لـ 25 في المائة في آخر أسبوعين، حيث كان ثمن 1كلغ يساوي 15 درهما، والأمر يختلف قليلا في باقي المناطق بالمغرب، فيما ارتفع سعر الكيلوغرام الواحد من البطاطس من 4 لـ 6 دراهم.
أما بخصوص الأسماك ، فقد وصل سعر الكيلوغرام الواحد من السردين مثلا، لـ 30 درهما، مقابل 52 درهما للكيلوغرام بالنسبة للديك الرومي، وهي أثمنة لم يعتدها المواطنين، ما تسببت في غضب عارم، خاصة وأن أغلب قاطني الجماعة الحضرية ، متوسطو الدخل، ما يعني صعوبة تمكنهم من مواكبة الارتفاع الصاروخي في الأثمنة.
وقال مواطنون في تصريح لجريدة البديل السياسي السوق غالي بزاف، وكاين خضر وفواكه لي زادت فالثمن بمقدار وصل حتى لـ 3 دراهم، أما دجاج لي كان داير 15 درهم، وصل لـ 20، والحوت؛ الساردين والشطون وشرن، ولي هما لي متاحين لناس لي على قد الحال، ولا ثمنهم بين 20 و30 درهم”.
وأضاف المتحدثون هاد الأثمنة لي كانت مفاجئة لكاع الناس، خلات الأغلبية أقل بكثير من داكشي لي خططو ليه”، مردفاً:”البارح أنا كنت نخطط نشري في إطار المصروف الأسبوعي، كيلو ونص بطاطس، وكيلو بصل، وكيلو خيار، وكيلو بنان، وكيلو عنب، وكيلو خوخ، وكيلو برتقال، بمجموع 65 درهما على الأكثر”.
وتابع:”ولكن المفاجأة أن داكشي لي خطط ليه، تجاوز الثمن لي شريت به دوك الخضر والفواكه بـ 25 درهم، بعد مجاني المجموع 90 درهما”، مواصلاً:”أما الدجاج والبيبي (الديك الرومي) فوصل الثمن ديال الأول لـ 20 درهم للكيلوغرام، والثاني لـ 52 درهم للكيلو، وهادشي راه مستحيل يقدرو عليه العائلات الفقيرة والمتوسطة لي هي الغالبة في بتارجيست”.
وفي المقابل، اعترف تجار الخضر والفواكه وبائعو الدواجن وحتى الأسماك، بأن الأثمنة مرتفعة، غير أنهم دافعوا عن أفسهم وسط الجدل القائم، حيث قال خضّار في تصريح لجريدة البديل السياسي ، إن المنتوجات التي نبيعها، تقريبا كلها تأتي من أقاليم بعيدة مثل بركان والناظور، ونحن في الأصل نشتريها بثمن مرتفع، ونضيف درهما أو اثنين على الثمن الأصلي لكي نتمكن من مواكبة أثمنة الكراء ومصاريف العيش اليومي”.
من جهته أوضح بائع دجاج في تصريح لـجريدة البديل السياسي، بأن الأثمنة متعلقة عرفت ارتفاعا في الفترة الأخيرة على المستوى الوطني ونحن كتجار لا علاقة لنا برفع الأسعار، مضيفا بنبرة ساخرة:”قبل أسابيع كنا نبيع الدجاج بـ 15 درهما، وأحيانا بأقل من ذلك، ويأتي أشخاص ليشتروا فيطالبون بتخفيض السعر لأن فلانا يبيعه بأقل من ذلك، غير أن هذا النوع لم يظهر في الأيام الأخيرة، على الأرجح لأنه يعرف بأن ارتفاع الثمن لم يشمل المنطقة وحدها”.
مهنيو سوق الحملة للخضر والفواكه بمدينة الدار البيضاء، الذي عرف تراجعا كبيرا في العرض مقارنة مع الفترة ذاتها من السنة الماضية، قالوا في تصريحات إعلامية، إن الأسعار عرفت العديد من التقلبات التي لا علاقة لهم بها، وتتم خارج سوق الجملة، وهو ما عزاه البعض إلى قلة العرض، بسبب الظرفية الاستثنائية التي يمر منها المغرب منذ شهر مارس الماضي.
رغم أن ثمن كل المنتوجات، خاضع بالأساس إلى العرض والطلب، إلا أن الفارق الكبير بين أثمنة الخضر والفواكه في بعض المناطق المغربية مقارنة بأخرى، جعل مواطنين من بعض العمالات والأقاليم، على رأسها الحسيمة، يتهمون التجار بالجشع، حتى في ظل إنكارهم الفئة الأخيرة، لوقوفها وراء ارتفاع الأثمنة، حيث يرجعون السبب إلى الفلاح، وبعدها بائعو الجملة.
يشار إلى أن عددا من المناطق بالمغرب تعرف ارتفاعا للأسعار في السنوات الأخيرة، مثل إقليم الحسيمة، الذي صنف في أكثر من مرة، على أنه الأغلى في المغرب، غير أن الظرفية الاستثنائية عرفت تحسنا طفيفا بشهادة المواطنين من داخل المدينة، قبل أن تشهد الأيام القليلة الماضية، عودة الأثمنة للارتفاع.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار