اطلالة من نافدة مغلقة….. عبد اللطيف برادة

 عبد اللطيف برادة- جريدة البديل السياسي 

فاين هي ادا النوافذ الأخرى

 انها العزلة القاتلة

يغرق في الفراغ فتداهمه الأسئلة فتضيع الاجوبة

فمادا ولو فتحت في وجهه كل النوافذ دفعة واحدة

 ربما قد يفنى الظلام

 من دون كلل او ملل يبحث لكن من دون جدوى

يبحث عن شيء يريحه

 النوافذ لم تعد موجودة في نفس الغرفة

 او ربما لا يستطيع رايتها من شدة العثمة

وحدها الجدران تتعقب خطاه في كل مكان

فحتى ضوء الشمس يتحول هنا الى عذاب آخر

و هنا فقط يتطلع الى ما ستريه النوافذ

و الى ما ستحضر معها الطيور التي تداهمه في وحدته ؟

رتيبة تبدو له ألحياة

فلا شيء يغريه من دون النوافذ

وهكذا سيظل الامر كما كان عليه من ذي قبل

قد تتغير ألأشياء لكن الجدران ستضل على ما كانت عليه

فلا شيء يستحق الذكر بدون الهواء والشمس

 نفس الإيماءات ستتكرر كل يوم

نفس اللحظات ستأتي وتذهب

شهر يتوالى بعد الآخر والفصول ستتعاقب من دون جديد يدكر

أمسى الملل هو المتحكم في كل شيء

  هكذا سيعود الملل كالوحش يفترس قلبي وعقلي

ولكنني مع دلك لا ارضخ للمصير   

لا شيء تغير

 أينما أدير عيني، أجد عيونا مستديرة كعيون البوم 

قيل لب مرارا أنك ستتجول في شوارع لمدينة الجديدة وسوف تحمل بداخلك نفس الجدار القديمة

نفس الظلال سوف تطاردك في هذه الديار وقد يتعقبون خطواتك

كل الطرق ستعيدك في اخر المطاف إلى هنا

 وستظل تحمل معك الحنين الى كل الأماكن التي ستزورها وانت تتجرع كل السموم