جريدة البديل السياسي |ضيف البديل

استمع أيها الرجل التافه على خطى فيلهلم رايش..عبد المجيد طعام / ج1

357017477_655451676047551_6591397557772771310_n

جريدة البديل السياسي 

استمع أيها الرجل التافه

على خطى فيلهلم رايش

عبد المجيد طعام / ج1

“عصر جديد قد بزغ” هكذا يتكلم الجميع ، كلهم يقولون إنه عصر الرجل العادي وهم يقصدون عصر الرجل التافه ، إنهم يسمونك بأسماء كثيرة سماك فيلهلم رايش “الرجل الصغير” و” الرجل المتوسط” و”الرجل العادي” وأنا أسميك “الرجل التافه”

أنت أيها الرجل التافه ، لا تدرك أنك تافه ، لأن هم من وضعوا لك هذا الاسم ، من هم ؟ ألا تعرفهم ؟ إنهم السياسيون والخبراء الإستراتيجيون والمنتخبون والبرلمانيون ورؤساء الأحزاب ، وأعضاء الحكومات الذين جعلوا منك أتفه من التفاهة ذاتها ، وإن كنت تظن نفسك مثقفا مدركا لخبايا اللعبة السياسية والمغنون ولاعبو كرة القدم ورؤساء الجامعات الكروية ،والراقصات والراقصون والمثقفون المتملقون ،وقادة العمال الذين رفعوا أصواتهم في مسيرةً مهنيةً ثم انسحبوا إلى المقاهي يتفرجون من النوافذ الظجاجية على ما يحدث في الشارع العام ، و البرجوازيون المتحالفون مع الإقطاعيين خدام المستعمر .

كل هؤلاء يبشرونك بمستقبلك الآمن ولكنهم لم يهتموا بحاضرك ولن يهتموا بماضيك، لأنك وريث ماضٍ مريع، ميراثك لاشيء . ميراثك كومة من الفراغ المقدس أنا من يقول لك ذلك!

لا أحد يريد أن يخبرك من أنت بالضبط؛ لا أحد يريد أن يصوغ الأفكار التي قد تجعلك قادرًا على تجاوز تفاهتك لتمسك مصيرك بيديك. يقولون لك أنت “حر” افعل ما تريد ، انشر كل التفاهة التي تريد ، أوجدوا لك وسائل تواصل لتنخرط في مشروع عولمة التفاهة ، قالوا لك أنت حر، ولكن دون أن يمكنوك من الأدوات الفعالة لتتحكم في حياتك الخاصة، أنت حر من أي تقييم ذاتي فقط . .يريدون أن تفعل ما تريد دون أن تتجاوز تفاهتك أيها الرجل التافه .

لم أسمع منك أبدا أي احتجاج ، لم تطرح أبدا أي تساؤل عن مآل مصيرك ، لم تصرخ أبدا،تعيش استسلامك المخزي وتظن أن فيه أمنك واستقرارك ، لم تقل للذين يتحكمون في حياتك ويسيطرون على عقلك : “أنتم تدعون أنكم ستجعلونني سيد نفسي وسيد العالم، لكنكم لا تخبرونني كيف يمكن السيطرة على ذاتي، لا تلفتوا انتباهي لأخطائي في ما أفعل وأفكر وأتصرف!”

أنت أيها الرجل التافه ، تلجأ إلى القوي ، تحتاج إلى أن تشعر بقوته وهو يمارس سلطته عليك ، إنك تمنح للأقوياء أو لذوي النوايا السيئة سلطة التحدث باسمك. ولا تدرك أبدا أنك ضحية خداع جديد ، كل يوم يمارسون عليك الخداع ، وكل يوم تنطلي عليك تلك الخدع وأنت تقبل دون أن يستيقظ لديك الإدراك والوعي لأنك رجل صغير تافه .

أنا أفهمك جيدا.لأنني رأيتك عاريًا مرات ومرات لا تحصى، رأيتك عاري الجسد والنفس ،رأيتك بدون قناع، بدون بطاقة عضو في حزب سياسي أو نادي أو جمعية من الجمعيات التي تدعي الإحسان ، رأيتك عاريا بدون “شهرتك”، كما رأيتك عاريا وأنت تحاول أن تخفي عريك وراء قناع من الثقافة المشوهة. رأيتك عاريًا كالمولود الجديد، كالضابط في قميص داخلي. لقد بكيت أمامي، تحدثت إلي عن طموحاتك، عن حبك وحزنك. أنا أعرفك وأفهمك. سأخبرك كيف أنت، أيها الرجل

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة البديل السياسي