كتاب وآراء

استضافة إجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين تأكيد على الريادة المغربية

البشير الحداد الكبير، باحث بسلك الدكتوراه بكلية الحقوق بطنجة

 

كما هو معلوم أنه بتاريخ 9  لغاية 15 أكتوبر، سيعقد صندوق النقد والبنك الدوليين اجتماعاتهما السنوية بالمغرب وبالضبط بمدينة مراكش، وهذا يدل على الريادة الإقليمية التي يحظى بها المغرب كما يؤكد على الثقة الدولية وأن المغرب شريك إستراتيجي حقيقي، نظرا لسياساته الإقتصادية والإجتماعية والبيئية الناجعة والفعالة، وتجدر الإشارة أنه مرت 50 سنة على عقد هذه الإجتماعات بالقارة الإفريقية، حيث كانت بدولة كينيا سنة 1973،  سنحاول من خلال هذا التحليل التطرق لأهم الأسباب التي جعلت أهم صناع القرار المالي الدولي يختارون المغرب، وذلك من خلال ما يلي:

* استطاع المغرب أن يبرهن للعالم تحت القيادة الرشيدة والمتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده أنه قوة إقليمية من خلال تدبيره للأزمات والكوارث الطبيعية، حيث لاحظنا كيف استطاع المغرب بأن يواجه آثار زلزال الحوز من خلال وضعه البرنامج الإستعجالي لإعادة الإعمار وتم رصد ميزانية مهمة 12 مليار درهم، كما لاحظ العالم كيف أن المغرب في ظرف وجيز استطاع أن يتغلب على الوضع ويعيد الأمور لطبيعتها بعد الفاجعة، وهذا يدل على أننا نتوفر على سياسات عمومية فعالة في تدبير الأزمات ؛

* في جائحة كورونا، رأينا كيف استطاع المغرب أن يدبر الجائحة بفضل الرؤية الملكية السديدة،من خلال إحداثة لصندوق تدبير جائحة كورونا وشراء اللقاحات وتوفيرها بالمجان للمواطنات والمواطنين والأجانب المقيمين بالمغرب، كما أنه في ظل تلك الظرفية استطاع المغرب أن يحافظ على السيادة الغذائية والصحية، كما تم إنعاش الإقتصاد الوطني، من خلال إحداث صندوق محمد السادس للإستثمارا… إلخ ؛

* بعد جائحة كورونا تم تبني نموذج تنموي جديد سنة 2021 وهو الآن في طور التنزيل ؛

* تبني المغرب لسياسات إجتماعية ناجعة همها الوحيد “التنمية البشرية” وتحسين الأوضاع الإجتماعية، من خلال إطلاق ثلاث نسخ من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية(من 2005 لغاية 2023)، إحداث صندوق التكافل العائلي، إحداث صندوق دعم التماسك الإجتماعي والحماية الإجتماعية، ضخ ميزانية مهمة في صندوق المقاصة لدعم القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين، ورش تعميم الحماية الإجتماعية الذي يعتبر ثورة جديدة للملك والشعب وهو الآن في طور التنزيل لغاية سنة 2025، إطلاق برنامج إنطلاقة، وفرصة، بهدف دعم المقاولات الصغرى والمتوسطة، دون أن ننسى برنامج أوراش، إصلاح النظام الصحي، إصلاح التعليم، برنامج مدن المهن والكفاءات هدفه تكوين أجيال المستقبل تندمج بسرعة في سوق الشغل.. إلخ ؛

* سياسات إقتصادية فعالة، من خلال تنويع التصنيع، فالمغرب دخل في مجال صناعات السيارات والطائرات… إلخ، دون أن ننسى أنه يعرف نسبة مهمة من الإستثمارات، كما أنه متفوق في جانب اللوجستيك، دون أن ننسى أيضا بأن المغرب يتوفر على شركات مغربية دولية استطاعت أن تنجح في الإستثمار في جل دول العالم وبإفريقيا، كما رأينا بأن المغرب يقود مشروعا ضخما وهو أنبوب الغاز مع دولة نيجيريا، بالإضافة أنه يتوفر على ميناء طنجة المتوسطي الذي يعتبر من أفضل الميناءات في العالم، وهو الآن في طور إعداد ميناء الداخلة الأطلسي بالصحراء المغربية…. إلخ.

* السياسات المالية، هنا ينبغي أن نشير لنقطة مهمة أن بنك المغرب يعتبر من أفضل البنوك المركزية في العالم، ويعتبر والي بنك المغرب من أفضل محافظي البنوك المركزية بدرجة “أ” حسب مجلة “غلوبال الفايننس” الأمريكية، وهذا بفضل القيادة الرشيدة للمؤسسة الملكية، لأن جلالة الملك أسماه الله وأعز أمره هو من اختار الرجل المناسب في المكان المناسب، الدستور الجديد (2011) يؤكد أن المؤسسة الملكية  هي من تُعَيِّنُ والي بنك المغرب طبقا للفصل 49 بالمجلس الوزاري، فقد استطاع المغرب أن يبرهن للعالم أنه يتوفر على نظام مالي قادر على مواجهة الأزمات، فقد استطعنا مواجهة التضخم، وتحقيق نسبة مهمة في النمو الإقتصادي، كما أننا تميزنا بالتدبير الناجع لنسبة الفائدة، وتميزنا كذلك بالمحافظة على الإستقرار النقدي ؛

* في الجانب البيئي، فالمغرب يُفَعِّلُ أهداف التنمية المستدامة، ويعتبر شريكا موثوقا به، حيث استضاف قمة المناخ COP22 بمراكش ؛

* الإستقرار والأمن والأمان بالمملكة المغربية العلوية الشريفة ؛

* قيادة المغرب لمشروع تحقيق الأمن الغذائي والصحي والبيئي بالقارة الإفريقية.

وبالتالي كل هذه الأسباب التي ذكرناها دفعت بأهم صناع القرار المالي في العالم لإختيار المغرب بفضل المميزات التي تُميزه عن غيره من دول العالم، ومن خلال هذه الإجتماعات سيطرح المغرب مشاريعه واقتراحاته الجادة والفعالة من أجل مواجهة التحديات التي يعرفها العالم بصفة عامة، ثم القارة الإفريقية بصفة خاصة، فجلالة الملك حفظه الله ورعاه في خطاب أديس أبابا سنة 2017 أكد بأن طموحه الكبير هو النهوض بالقارة الإفريقية وتحسين أوضاعها في جميع المجالات.

وسنختم بمقتطف مهم من الخطاب الملكي السامي بمناسبة افتتاح البرلمان سنة 2014  للسدة العالية بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده :

“إن بلدنا يحظى بالتقدير والاحترام ، وبالثقة والمصداقية ، جهويا ودوليا . كما ان لدينا صورة إيجابية لدى شعوب العالم.

غير انه يجب ان نعرف جميعا ، ان هناك في المقابل ، جهات تحسد المغرب، على مساره السياسي والتنموي، وعلى أمنه واستقراره ، وعلى رصيده التاريخي والحضاري ، وعلى اعتزاز المغاربة بوطنهم.

وأستحضر هنا، قول جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، “اللهم كثر حسادنا”. لأن كثرة الحساد ، تعني كثرة المنجزات والخيرات. أما من لا يملك شيئا ، فليس له ما يحسد عليه.”

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار