جريدة البديل السياسي – بقلم حليمة صومعي
في كل مرة ينفجر الغضب الشعبي في الشوارع، ويعلو صوت الاحتجاجات، تتحرك فجأة عجلة المسؤولين. نرى حينها الإعفاءات تتساقط كالأوراق، واللجان تتشكل على عجل، والمعدات الطبية تُنقل على الفور، وكأننا في مسرحية مألوفة تتكرر فصولها كلما صرخ المواطن واشتعل الغضب. لكن السؤال الجوهري:
هل من الضروري أن يظل الشارع هو الوسيلة الوحيدة لانتزاع الحق؟ وهل ينبغي أن يبقى صوت الضحايا مجرد صدى يتردد إلى أن يفرض نفسه عبر المظاهرات والاعتصامات؟
المواطن اليوم لم يعد يحتاج إلى من يصف له معاناته، فهي مشهودة للعيان في كل ركن من هذا الوطن: مستشفيات تئن تحت وطأة الإهمال، مدارس مهترئة تعكس واقع التعليم، شباب عاطل يقتات من الأمل، وقرى مهمشة تعيش خارج الزمن.
المشهد واضح، ولا يحتاج إلا إلى إرادة سياسية صادقة وإدارة نزيهة تنزل من أبراجها العاجية لترى الواقع كما هو، لا كما يرسم في التقارير اللامعة. فإلى متى سيظل المواطن يردد أسئلته في فراغ؟ هل كل مسؤول لا يرى إلا ما يُكتب في تقارير مصقولة؟
هل كلهم يرتدون نظارات سوداء تحجب عنهم حقيقة الوطن الذي يئن؟ أم أن التهميش صار قدراً لا يُرد؟
الرأي العام اليوم لا يطلب المستحيل. يطلب فقط دولة تضع الصحة والتعليم والإصلاح في مقدمة الأولويات، قبل أن يتحول الإحباط الجماعي إلى جرح غائر لا يندمل. لقد تعب الشارع من “هل” المتكررة. تعب من سؤال بديهي: أين المسؤولية وأين المحاسبة؟
تعليقات
0