جريدة البديل السياسي |البديل الاقتصادي

إقليم سيدي بنور: تحالف لإنقاذ الماشية: شراكة علمية وتجارية لإعادة بعث الثروة الحيوانية في المغرب.

491190088_781428744215929_4683438354277870973_n

 جريدة البديل السياسي- نورالدين عمار.

في خطوة تُعد تحولا استراتيجيا في مسار تنمية قطاع الثروة الحيوانية بالمغرب، أعلنت المدرسة العليا للتكنولوجيا بسيدي بنور، التابعة لجامعة بوشعيب الدكالي، والفدرالية المغربية لمقاولات التحسين الوراثي الحيواني عن توقيع اتفاقية شراكة تهدف إلى توحيد الجهود الأكاديمية والميدانية من أجل النهوض بتحسين النسل والبيوتكنلوجيا الحيوانية.

هذه المبادرة تأتي في وقت حساس يواجه فيه قطاع تربية المواشي تحديات متزايدة تهدد استدامته وجودته.

نقاط القوة تبرز في رؤية شمولية وأدوات متقدمة تتميز هذه الاتفاقية بكونها تدمج بين الجانب الأكاديمي والتطبيقي، حيث يجمع التعاون بين مؤسسة جامعية ذات خبرة علمية، وفدرالية مهنية ميدانية متجذرة في الواقع الفلاحي.

الفدرالية، التي تأسست سنة 2012، راكمت خبرة 13 سنة في تقديم خدمات التلقيح الاصطناعي لمربي الماشية، خصوصا صغار المنتجين الذين يشكلون 90% من مربي الأبقار بالمغرب، والذين يملكون أقل من خمس رؤوس.

أبرز عناصر القوة في هذا التحالف تكمن في: توفير لقاحات عالية الجودة وخدمات قرب لتحسين الإنتاجية الحليبية واللحوم الحمراء.

نظام معلوماتي متطور لتتبع عمليات التلقيح وتحليل نتائجها بشكل دقيق، مما يسمح باتخاذ قرارات مدروسة تقنيا واقتصاديا.

ميثاق أخلاقي ملزم يحمي صحة الحيوان ويضمن الشفافية واستعمال البذور المرخصة فقط.

شبكة بشرية وتقنية واسعة تغطي مختلف جهات المغرب وتُمكن من مواكبة المربين عن قرب.

تبني التزاوج العقلاني للحفاظ على التنوع الجيني ورفع المردودية. استراتيجية لتعميم تقنيات حديثة مثل زرع الأجنة، مما يُمكن من تسريع التحسين الوراثي.

نقاط الضعف وتتجلى في تحديات التطبيق والتمويل ورغم الجوانب الإيجابية، فإن هذه المبادرة تواجه عددا من الإشكالات التي قد تعرقل تنفيذها بالشكل المأمول: ضعف الإمكانيات المالية لدى صغار المربين، ما قد يحد من استفادتهم الفعلية من تقنيات متقدمة كزرع الأجنة أو استخدام بذور عالية الجودة.

نقص التكوين والتأطير المستمر في المجال البيوتكنولوجي في العالم القروي. غياب توحيد معايير وطنية صارمة لمراقبة جودة الخدمات البيطرية الخاصة بالتحسين الوراثي.

صعوبة التوفيق بين الحفاظ على السلالات المحلية والتوسع في السلالات المستوردة، مما قد يُهدد التوازن الجيني على المدى البعيد.

تراهن الفدرالية، من خلال هذا التحالف، على إدماج التكنولوجيا الحيوية الحديثة في عملية الإنتاج الحيواني، بهدف رفع الإنتاجية وتحقيق الأمن الغذائي، دون التفريط في الثروة الجينية المحلية.

وتشير نواياها إلى تبني مقاربة متكاملة تُوازن بين متطلبات السوق وخصوصيات البيئة المغربية، مع التركيز على سلالات متأقلمة مثل “أولماس”

. في خضم هذه الرهانات، تبدو هذه الشراكة كخطوة طموحة تستحق المتابعة، لكنها تظل رهينة بقدرة الأطراف المعنية على تجاوز العراقيل الميدانية، وتعبئة التمويلات الضرورية، وتأهيل الموارد البشرية الفلاحية، لضمان استمرارية المشروع وأثره الملموس على أرض الواقع.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة البديل السياسي