الجماعات الترابية

إقليم الجديدة : معاناة سكان أولاد أفرج بين الوعود التنموية ومهرجانات الفنون: أين نصيب الجماعة من اجتماع مجلس جهة الدار البيضاء-سطات؟

جريدة البديل السياسي : نورالدين عمار

تعتبر جماعة أولاد أفرج، الواقعة في قلب جهة الدار البيضاء-سطات، واحدة من المناطق التي تعاني من التهميش والإقصاء.

على الرغم من الجهود التي يبذلها مجلس الجهة برئاسة الدكتور عبد اللطيف معزوز، تبقى الظروف المعيشية للسكان رديئة، مما يثير تساؤلات حول فعالية هذه الاجتماعات ومدى تأثيرها على التنمية الحقيقية للمنطقة.

اجتماع مجلس الجهة: آمال وآلام في 7 أكتوبر 2024، عُقد اجتماع مجلس جهة الدار البيضاء-سطات بحضور عدد من المسؤولين والبرلمانيين، حيث تم استعراض حصيلة نصف فترة الانتداب (2021-2024) ومناقشة البرامج والمشاريع التنموية للجهة. تناول الاجتماع قضايا حيوية مثل تعزيز البنية التحتية، تحسين الخدمات الاجتماعية، وإيجاد حلول لمشاكل التشغيل.

ومع ذلك، يظل سؤال محوري مطروحاً: أين نصيب جماعة أولاد أفرج من هذه المشاريع والمبادرات؟ فبينما تتطلع الجهة إلى تحقيق تنمية مستدامة، يبدو أن أولاد أفرج تظل في الظل، تعاني من غياب الاستثمارات اللازمة وضعف البنية التحتية، مما ينعكس سلباً على حياة سكانها. التناقض بين الوعود والواقع رئيس جماعة أولاد أفرج، آل الطرمونية، يُعرف بشغفه بتنشيط الحياة الثقافية من خلال تنظيم مهرجانات فنية، حيث يسعى لاستقطاب فنانين معروفين.

لكن في الوقت الذي تُخصص فيه ميزانيات ضخمة لهذه الفعاليات، تُترك القضايا الجوهرية مثل تحسين الطرقات وتوفير المياه والكهرباء في حالة إهمال. يشتكي السكان من انعدام فرص العمل، ويفتقرون إلى المرافق الأساسية مثل دور الشباب ومراكز الرعاية الصحية.

يثير هذا التناقض استياء المواطنين، الذين يرون أن التركيز على الفنون والمهرجانات لا يحل مشكلاتهم اليومية.

الصوت المنسي: معاناة السكان إن واقع جماعة أولاد أفرج يمثل صورة مؤلمة لعزلة تنموية متزايدة.

يواجه الفلاحون في المنطقة تحديات كبيرة، خاصة في ظل الظروف المناخية القاسية، مما يزيد من حدة الفقر والبطالة. ويتساءل الكثيرون عن جدوى وجود برلمانيين ورؤساء جماعات، إذا كانت أولوياتهم تنحصر في الأنشطة الترفيهية بدلاً من إيجاد حلول فعلية لمشاكلهم.

دعوة للتغيير: نحو تنمية مستدامة يحتاج الوضع في أولاد أفرج إلى إعادة تقييم شاملة.

ينبغي أن تركز السياسات المحلية على إيجاد استراتيجيات تنموية فعالة، تتضمن تحسين البنية التحتية، دعم المشاريع الاقتصادية، وتعزيز الخدمات الأساسية.

يجب أن تُعطى الأولوية لمصالح السكان، والعمل على تلبية احتياجاتهم الحقيقية. وفي هذا السياق، يتعين على مجلس الجهة والبرلمانيين ورئيس الجماعة العمل بشكل مشترك لتصميم خطة تنموية شاملة تعكس تطلعات سكان أولاد أفرج.

فالتنمية الحقيقية لا تتحقق إلا من خلال إشراك المجتمع المحلي في اتخاذ القرارات، وتحديد أولوياتهم بناءً على احتياجاتهم.

تبقى معاناة سكان أولاد أفرج بمثابة جرس إنذار للجميع. إذا لم تُعطَ الأولوية للتنمية المستدامة، فإن الواقع سيظل على حاله، مما يُعزز الإقصاء والتهميش.

آن الأوان أن ترتقي الوعود إلى مستوى التنفيذ، وأن تتحول الاجتماعات إلى نتائج ملموسة تحسن من حياة المواطنين.

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار