إعفاء مدير ثانوية تأهيلية بسبب تزوير نقط التلاميذ
علمت جريدة البديل السياسي أن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة درعة تافيلالت أصدرت قرارا يقضي بإعفاء مدير الثانوية التأهيلية الحسن الثاني من مهامه، بناء على توصيات لجن إقليمية وجهوية في قضية التحقيق في تزوير نقط المراقبة المستمرة لبعض التلاميذ.
وحسب تصريحات مصادر تربوية ونقابية متفرقة لجريدة “العمق”، فإن وقائع القضية تعود إلى شهر مارس من الموسم الدراسي المنصرم حيث اشتكى بعض تلاميذ المستوى الثانية بكالوريا شعبة علوم الاقتصاد والتدبير لأحد الأساتذة ارتفاع نقط بعض زملائهم مقارنة مع مستواهم الدراسي وهو، ما اعتبروه غير معقول.
وبعد مراجعة الأستاذ للنقط التي حصلوا عليها في الفروض وأدخلها في منظومة مسار، تقول المصادر، تفاجأ باختلافها وتعديلها لاحقا، وتقدم بطلب إلى مدير المؤسسة قصد فتح تحقيق في الواقعة، وبناء عليه طلب مدير المؤسسة من المديرية الإقليمية إجراء تحقيق في موضوع “تزوير” نقط الفرض الأول للدورة الأولى لبعض تلاميذ شعبة علوم الاقتصاد والتدبير في المؤسسة.
وأكدت المصادر ذاتها أن المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بميدلت بعد دراستها لمراسلتي مدير المؤسسة، قررت إيفاد لجنة إقليمية إلى المؤسسة التي خلصت في تقريرها إلى ضرورة توسيع وتعميق البحث ليشمل الجانب التقني والمعلوماتي، وأوفدت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة درعة تافيلالت لجنة من الأكاديمية تضم كل من رئيس قسم تدبير الموارد البشرية، ورئيس مصلحة الشؤون القانونية والشراكة ورئيس منظومة الإعلام بالأكاديمية. وأنجزت تقريرا مفصلا خلال منتصف شهر أبريل الماضي.
وكشفت المصادر ذاتها أن تقرير لجنة الأكاديمية خلص إلى أن تغيير وتعديل نقط مجموعة من التلاميذ موضوع التحقيق وقع من خلال الولوج إلى منظومة مسار، انطلاقا من الحساب الشخصي لمدير المؤسسة وهو ما اعتبره تقرير اللجنة خطأ يتحمل رئيس المؤسسة مسؤوليته.
وتضيف نفس المصادر أن مدير المؤسسة نفى في جوابه عن استفسار لجنة الأكاديمية، قيامه بـ”تزوير النقط” ويلتمس العفو في حالة ثبوت أي تقصير منه في مهمته بصفته رئيسا للمؤسسة وحمل المسؤولية لمجهول في “تزوير” النقط باستعمال كلمة سر حسابه في منظومة مسار أو خلال بقاء حسابه مفتوحا والولوج إليه من طرف مجهول.
الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لم تقتنع بمبررات مدير المؤسسة التي أوردها في رده عن الاستفسار الموجه إليه وقررت اتخاذ قرار إعفائه من مهام تسيير مؤسسة الحسن الثاني بميدلت.
ومن جهة أخرى، نظم بعض أساتذة ثانوية الحسن الثاني التأهيلية بميدلت وقفة احتجاجية أمام مقر المديرية الإقليمية احتجاجا على قرار الإعفاء في حق مدير المؤسسة، وطالبوا بفتح تحقيق موسع في الموضوع، كما أصدرت النقابات التعليمية في الإقليم بلاغات في الموضوع تباينت مواقفها تجاه قرار الإعفاء.
وأصدر المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بلاغا اعتبر أن المدير “مشهود له بنزاهته ودماثة أخلاقه وتفانيه في خدمة المنظومة التعليمية”، وعبرت النقابة عن تضامنها المبدئي معه ودعت إلى التراجع عن قرار الإعفائه الذي وصفته بالمتسرع.
وعلاقة بذات الموضوع، أصدر المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي، بلاغا عبر من خلاله عن رفضه الثابت والمبدئي لتزوير نقط بعض التلاميذ وطالب “بالوقوف بحزم ومسؤولية ضد كل من سولت له نفسه التطبيع مع هذه التجاوزات”، وعبرت نفس النقابة عن تضامنها المطلق واللامشروط مع كل ضحايا “الشطط والمزاجية في تفعيل القوانين”، على حد تعبير البلاغ، دون الإشارة إلى مسؤولية المدير من عدمها في واقعة تزوير نقط بعض التلاميذ.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار