كتاب وآراء

إسترجاع لعوالم وأمكنة وللزمن الجميل  عبر فسحة شجن معتق وقلق بمتعة لا تضاهى..

جريدة البديل السياسي-  محمد آيت علو.

إسترجاع لعوالم وأمكنة وللزمن الجميل  عبر فسحة شجن معتق وقلق بمتعة لا تضاهى..

 

إصدار عن منشورات مؤسسة ” الدار الأوروبية للنشر والتوزيع” والموسوم ب”أسرار المارة” ضمن جنس القصة القصيرة

 

في هذا المؤلف الجديد الصادرعن “الدار الأوروبية للنشر”، يختار – صاحب ” باب لقلب الريح” و”عزلة والثلجُ أَسود” و”منح باردة” و ” و”كأن لا أحد”و”خفيف الظل” و” لستُ هنا” التي تركت بصمة مهمة في مجال القصة القصيرة – الذهاب عميقا باتجاه اليانع والخصب والأنيق والبشع والممكن جماليا، لأجل الإفصاح عن الأحوال والعناصر والتفاصيل، واستنطاق عالم الصمت، وباستيلاد صوت الولادة الجديدة في قصدية باذخة للقول بالأشياء في شفافيتها العالية وجودة إيقاعاتها الخافتة والصاخبة حيث القيم المتحركة داخل الزمن، والجراح الغائرة والعثرات والانتعاش، وسر المتعة المنشودة وراء البوح والسرد…

وليكون الكاتب المغربي محمد آيت علو أمام تحد آخر جديد، حيثُ رهانات التجديد والتجريب والإضافة، المؤلَّفُ من الأعمال الجديدة للكاتب المغربي محمد آيت علو  خلال هذا الموسم،  وهو إصدار عن منشورات مؤسسة ” الدار الأوروبية للنشر والتوزيع” والموسوم ب”أسرار المارة” ضمن جنس القصة القصيرة، حجم متوسط، ISBN : 978-620-7-81143-4 بطبعة أنيقة وبغلاف جميل من تصميم دار النشر نفسها، للإشارة تقع المجموعةُ القصصيةُ في  حوالي 88 صفحة، وتضم بين دفّتيْها سبع وثلاثين نصّاً، تتوزع بين القصة القصيرة جدا، والمتوالية القصصية القصيرة جدا، من بين عناوينها: كينونة ، سخافات الحياة ، آثار أقدامٌ ، ضياع، سهل الثلج، دروب عتيقة، شاطئ الدهشة، أقدام غراب، حفيف أجنحة، فوضى، قاعة المقهى، بصمات، طعنات غادرة، الظل والقناع، ورطة، شمس ذابلة، رقصات الرياح، عصافير نائمة، أشجار الشجن، رائحة التراب، مظلة من سحاب، نسائم باردة، لن ينام البحر، قبيلة الغجريات، أمزجة من تعب، روح طفل، شغف الترحال، أرواح معذبة، العابثون، شقوق شاسعة، ما تبقى من تلك الوجوه، الفارون، طوق نجاة، ركض طويل، وشاح من ضباب، وجوه ووجوه، وجوه تعلن الهرب.

ويأتي هذا العمل استمرارا للنهج نفسه، وللتجربة ذاتها في عملية التجريب، في مجال القصة القصيرة جدا، كشكل سردي لمَّاح ينمازُ بعمقه وكثافته واختزاله، على الرغم من الصعوبات والمخاطر، علاوة عن الترجمة والتي خاض غمارها ثلة من الأساتذة والباحثين المغاربة وعلى رأسهم الأستاذ مصطفى أوزاويت ومن تقديم ومراجعة الأكاديمية والكاتبة “فوجيل إيكاترينا” و”الكسندرا رايش” الجامعة الأوروبية للنشر، صعوبة الترجمة هنا باعتبارها عملية إبداعية متكاملة، حيثُ يُضاعفُ المترجم عبقرية الكاتب أحيانا أو يفتح نصه على آفاق جديدة، إنها إعادة كتابة للنص الأصل بكلياته وجزئياته وكافة حمولاته، أي تقول الشيء نفسه تقريبا!، وربما لجعله مقبولا ومستساغا في اللغة المنقول إليها، وتعطيه حياة جديدة، وقد جاءت اختياراته من نصوص أدبية آسرة،  اعتمد الكاتب محمد آيت علو فيها لغة إبداعية مختلفة، وكما عبر الأستاذ الفزواطي”عبدو الرياحي”: فهي نصوص صاحبها لا تنفلت له اللغة المطبوعة بالرصانة والإبداع والتجديد في معجمها تغوص بها وبنا بين واقع معيش منفلت تتغيى فيه لعبة أدبية في السرد بين التابث والمتحول استشرافا لأفق إبداعي متجدد لا ينضب معينه، وبأفكار عارمة وطافحة بالعناء والمكابدة والمراكمة بحثا وتجريبا وانزياحا في القول المبتكر لغة وأسلوبا وجمالا وتخييلا، على أن السردية هنا ليس مجرد قصة تُقرأ، بل تجربة تُعاش وتترك القارئ أمام رحلة تأمل طويلة في ذاته وفي العالم من حوله…” وصورا تعكس مسارات إنسانية أثرت فيها تقاطعات الحياة وتجاذباتها، وصراعات مع الذات و الآخر، ومتناقضات المجتمع، وأمزجة في كثير من ضروب التعاطي حيث الذهاب عميقا باتجاه البشع والممكن، في رحلة باذخة من سفر إلى الماضي عبر الاسترجاع لعوالم وأمكنة وللزمن الجميل وحنين وحسرة، وتوغل في أزمنة متداخلة وأمكنة ضاجة مثل الأيام فيها كالشتاء القطبي، وساعات الفرح والإشراقات فيها تركضُ كالضياء خاطفة، أما الفواجع والظلمات فيها فهي كالليل لاتنتهي وكالمواسيم مقيمة، من هنا فإن الجامع بين معانيها شجن معتق نابع وقادم ومقبل من مهج كالطير، وفق اشتغال فني وجمالي دقيق وعميق، وقدرة فنية في التعبير السردي، وشعرية الكتابة مع واقعية الحدث، وسلاسة الحوار والتصوير الفوتوغرافي للمجتمع، والذي يمتزجُ فيه الخيال بالواقع، شكلت في النهاية عوالمه المثلى بما حوته من هشاشة ورهافة، كما أفصح الكاتب محمد آيت علو عن ذاته الحالمة والمنكسرة والمتحسرة على ما ضاع من جمال الأحوال وقيم الزمن الجميل، وأبان عن توغله في تجربته السردية وفق رؤيته، وكما جاء في ذاكرة القصة المصرية عن الكاتب محمد ايت علو”…

الصراع كان مع تركيب الكلمات، إن الإحساسات والصور يملكها الكثيرون، ليس المعيش اليومي وإنما الإيهام به، ومعلوم إن المشاعر أكبر من اللغة، التعبير عنها يبقى هو الأهم، الإيهام بالمعيش وليس الشهادة العيانية…ليس هناك حياة حكاية، بل حكاية حياة…

ما قيمة الحياة إذا لم ينقحها الإبداع؟ إن أي تجربة إذا لم تبدع في مستوى اصطناع تصورات وتحولات لانهائية…فإنها ستتلاشى قبل أن ننتهي من التفكير فيها…”

باعتبار الوعي الناجم عن أعماقه وفق إحساس جارف بالحنين وبالغربة، وحالات الإنسان اليوم، حيثُ العزلة والاضطراب، وتوالي الخيبات أمام أمراض العصر وغياب المعنى، والضياع والغياب والقلق، وهي كما علق الناقد العراقي إبراهيم حمزة “حكايات أخرستها الغربة وأوجاع القهر والفراق واللوعة والعزلة…

إن القارئ للنصوص السردية التي أبدع فيها الكاتبُ المغربي محمد أيت علو يجد أنها متنوعة وغنية بالتيمات الوقتية، فالمؤلَّف تجربة حياتية معيشة، ورؤية للعالم المعيش بمنظار مختلف جدا مفعم بالحياة، وحصيلة لمن خبر الحياة، وتعبر عن حقائق إنسانية، وباختيارات فنية وجمالية، وفاءً منهُ لمنهجه المتميز، والمختلف في صوغ المتن النصي الحكائي والقصصي الموسوم بطابع التجريب والممانعة، المسكون بميل جارف لخلخلة الأساليب التقليدية للسرد القصصي، وخروجاً بالنص إلى عوالم خاصة مفتوحة على احتمالات الدهشة والمغامرة، وكمواصلة للحفر عميقاً في ذواتنا ولكُواته، إنها نصوص طبقـات تداخل فيهـا مـا هو نفسي واجتماعي و قصصي وسيري وشعري وإخباري. وهي أيضا كما أشار الأستاذ والناقد المغربي صلاح مفيد “…

رحلة التذكر المؤلم لنبع الوجود الصوفي/الصافي في طهره وأصالته، عودة إلى الأصول المنسية، نحو الرحم/الأم/التراب، اندماج كلي مع الوجود البراني، ونسيان للكينونة باعتبارها وعيا زائفا، يأسرنا إلى قيود محكمة الانغلاق/حلقة مفزعة تشكلها الحقيقة، تحيكها من سقط، الحس الجمعي المجنون/الحواس المشتركة الزائغة، المحدقة في وجوهنا بصلف قطاع الطرق، الساكنين مجاري المياه الآسنة والبرك الراكدة، المدججين بمنجز التقانة، أي كوهم للإنسان المتحضِّر/المحتضِر السائر إلى حتفه …إنها صرخة من ذات مبدعة، ذات مرهفة، في وجه العمى، في وجه النرجسية والذاتية الزائفة والتمزق والشتات والتيه والوحدة والقلق والخوف وانعدام الثقة، وفقدان الإحساس بالحماية على مستويات عدة ولاسيما العاطفي، ذلك أن الناس يشعرون اليوم بالوحدة وأنهم غير محبوبين ومغمورين بالأسى، تبقى الكلمة/ الإبداع وحدها لوقف هذا النزيف وإعادة الاعتبار للقيم، وبه وحده ترقى الأمم، فهل بالإمكان وقف مسلسل هذا الانحدار؟

 

معلومات إضافية:

  • الكاتب:                            محمد آيت علو.
  • مجال الكتاب:                     قصص قصيرة.
  •  تاريخ الصدور :                2024. 
  • ISBN /EAN :         9786207811434
  •  عدد الصفحات:           88 صفحةـ قطع متوسط.
  • دار النشر:                         الدار الأوروبية للنشر والتوزيع.

تصميم الغلاف:                  المؤسسة  الأوروبية للنشر والتوزيع.

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار