اجتمــاعيات

إثباتًا لرجولتهم في ليلة الزفاف.. من أهم أسباب رفض الشباب الزواج بـ “مطلّقة”

جريدة البديل السياسي :

لماذا يرفض أغلب الشباب الارتباط بسيدة مطلقة، حتى وإن كان يربطه بها حبٌّ سابق، ولكنها لم تكن من نصيبه؟ وماذا لو انفصلت عن زوجها؟ هل يمكن الرجوع لها وإن لم تُنجب أطفالاً؟ وإن كان لا يعرفها في الحقيقة، هل يمكن القبول بها كزوجة إذا كانت تنطبق عليها الشروط المطلوبة بالنسبة له؟

قد يبدو غريباً أن يتخلى الشاب الأعزب عن مشاعره تجاه سيدة يحبها لكونها مُلقّبة بـ "المطلّقة"، لعدة أسباب متنوعة، منها ما هو منطقي وآخر غير منطقي، يُرجعها الباحث وأستاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي إلى عدم معرفة الشاب الأعزب للسبب الحقيقي وراء طلاق الفتاة، وكم عدد المرات التي طُلقت فيها، كما يخشى أن تكون هي السبب في طلبه، وبحكم أن المجتمعات العربية دائماً ما تحمّل الفتاة مسؤولية طلاقها حتى لو أنها لم تكن السبب فيه وغير مسؤولة عنه، لذلك يرفض الارتباط بمطلقة، بالإضافة إلى عدم إلمامه الكامل بماضيها.

ووفق الخزاعي الذي أوضح لـ "فوشيا" أن العادات والتقاليد في المجتمع تقود الشاب للارتباط بمن يختارها له والداه، لأنهما مَن ينظّمان له حياته، وبالتالي هو مضطر للرضوخ لأوامرهما وتعليماتهما، خصوصاً إذا كانا المسؤولان عن نفقات زواجه، لذلك دائماً ما يفضل الوالدان أن تكون الفتاة عزباء لم يتسن لها الزواج من قبل.

والأهم من هذا كله، أكد الخزاعي أن الشاب دائماً ما يفضل ويحبذ أن تكون زوجته هي أول من مارس معها العلاقة الحميمية، وبصيغة أخرى، أنه الأول في "فضّ بكارتها"، كنوع من أنواع إثبات الرجولية له، مضيفاً  لا يمكن لأحد إنكار جمالية ليلة الزفاف، وأن الشاب يرغب بأن يكون البطل الأول الذي استطاع تحويلها من فتاة عذراء إلى سيدة "بلا غشاء بكارة".

ونوه الخزاعي قائلاً:  "مما يخشاه الشاب أن تحنّ المطلّقة أثناء جِماعها معه إلى زوجها السابق، أو أن تتخيله للحظة من اللحظات بدلاً منه، لذلك يخاف من هذا الأمر، إضافة إلى ذلك، يقلق الشاب غالباً من النظرة المجتمعية التي سيُواجهها أمام أهله ومجتمعه، عدا عن شعوره بالإحراج في حال علم الناس أنه متزوج من مطلّقة، إي بمعنى أنه كان عندها علاقة زوجية سابقة، حسبما ما يفسره الناس".

كما بيّن الخزاعي أن المجتمعات العربية ما زالت تظلم المرأة، حتى في ليلة الزفاف يُحمّلونها مسؤولية إتمام وإنجاح عملية فض غشاء البكارة، إذ يُطلب منها تحمّل زوجها مهما كانت سلوكياته، كما يحمّلونها مسؤولية طلاقها التي قد تكون مظلومة فيها جراء إخفائها سلوكيات كانت تُمارس من زوجها السابق ولم تفشها لأحد، لكنها أوقفت العلاقة الفاشلة معه بطلب الطلاق، لذلك ليست كل مطلّقة إنسانة مُذنِبة.

 

وأشار إلى أن النقاط التي يركز عليها الشاب وتمنعه من الارتباط بمطلقة، هي  الاستفسار عن فترة طلاقها تحديداً إذا كانت فترة طويلة، وكذلك يسأل عن كيفية قضائها تلك الفترة، وماذا كانت تعمل، وهذا الأمر يستدعي الخوف ما إذا كانت لها علاقات مع أحد ما بعد الطلاق، نظراً لاعتقاد المجتمع بأنها "فريسة جنسية" محتاجة للجنس والمال والبُعد العاطفي والرومانسي، لهذا السبب يخافون الارتباط بالمطلقة.

وختم الخزاعي حديثه أن نسبة زواج الشباب من المطلقات تكاد تكون قليلة، إلا إذا كانت صغيرة في السن، وتمتاز بالجمال الفائق.

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار