جريدة البديل السياسي – الاستاذ جمال الغازي
أوافق أخي أحمد الفهمي Ahmed Fahmi فيما ذهب إليه، ففعلا ما أبرزته نتائج استطلاع الرأي حول أزمة المصداقية يوضح عمق الأزمة التنظيمية التي يعيشها المجتمع المغربي، ويكشف عن هشاشة الوعي السياسي لدى شرائح واسعة من المواطنين. إن ضعف الأحزاب السياسية وتراجع دورها في التأطير والاقتراح يجعل الساحة فارغة أمام نزعات احتجاجية عفوية قد تنقلب إلى فوضى، كما يترك المجال خصبا لخطابات دينية غير مؤطرة، ويزيد من تغلغل تأثير المحتويات السطحية المنتشرة عبر المنصات الإلكترونية، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على أنماط التفكير والسلوك خاصة لدى الفئات الأكثر هشاشة مثل النساء والشباب.
ومن جهتي، كنت دائما أؤكد أن الأحزاب المغربية في حاجة ملحّة إلى ممارسة نقد ذاتي صريح وشجاع، يعيد الاعتبار لمفهوم النضال السياسي الحقيقي. فالمطلوب اليوم ليس المزيد من الكائنات الانتخابية التي لا همّ لها سوى المقاعد والمصالح الضيقة، بل استعادة المصداقية عبر تمكين المناضلين الملتزمين بقضايا الشعب، وإعادة بناء جسور الثقة بين المواطن والعمل الحزبي. وحدها هذه المراجعة العميقة قادرة على إنقاذ المشهد السياسي من التردي، وفتح أفق جديد أمام مغرب أكثر وعيا وديمقراطية.
وتبقى وجهة نظر
تعليقات
0