جريدة البديل السياسي – بقلم الاستاذ جمال الغازي
أقول لبعض الأحبة بكل تقدير:
رجاء لا تطلبوا مني أن أكتب عن فلان أو علّان، فالقلم لا يُقاد بالأوامر، ولا تُولد الكتابة الحقيقية تحت الضغط. إنني لا أكتب إلا حين يستجيب القلب، ويشعر الوجدان بصدق اللحظة، وحين أؤمن أن للكلمة أثرا وللمعنى قيمة.
خلال إقامتي في الناظور، طُلب مني غير مرة أن أكتب عن أشخاص معينين، وقد كنت دائما أتحفّظ، لا تهاونا ولا تجاهلا، بل لأنني أؤمن أن الكتابة مسؤولية، لا مجاملة فيها ولا تكلّف. فالذي أكتبه لا يخرج من باب المجاملة أو الإرضاء، وإنما من باب الإحساس بالواجب، والوفاء لما يستحق أن يُسجل.
أنا لست كاتبا محترفا، ولا شاعرا مرموقا، إنما إنسان بسيط يعشق الإنصاف، ويؤمن بأن للتاريخ ذاكرة لا ترحم. أحاول، قدر استطاعتي، أن أوثّق ما يمكن أن يبقى، بقلم متواضع، لكنه صادق لا ينافق، وحر لا يُجامل على حساب الحقيقة.
أكتب حين يُملي عليّ الإحساس كلماته، وأصمت حين لا أجد للكتابة روحا. فدعوني أكتب كما علّمتني الحياة: بصدق، وبقلب مفتوح، وبضمير حي.
جمال الغازي
تعليقات
0