البديل الاقتصادي

أسواق “الملابس” تنتعش قبيل عيد الفطر وارتفاع الأسعار يطال ملابس الأطفال

 فؤاد جوهر/جريدة البديل السياسي :

تشهد العديد من المحلات التجارية الخاصة ببيع ملابس الأطفال، بالعديد من المدن المغربية، اقبالا كثيفا وتوافد المواطنين عليها بهدف ادخال الفرحة على فلذات كبدهم، بشراء كسوة العيد لهم قبيل أيام من حلول عيد الفطر السعيد.

وعاينت جريدة البديل السياسي  في اواخر هذا الشهر الكريم، تقاطر العائلات، واكتضاض المحلات التجارية، وكذا طوابير اﻹنتظار أمام الأسواق الكبيرة الشهيرة بالناظور، حيث انتعشت الحركة التجارية بفعل تزايد اﻹقبال على الملابس الخاصة بالأطفال الصغار.

شراء كسوة العيد للأطفال من التقاليد العريقة في المجتمع المغربي، اصطدمت هذه السنة مع أزمة اقتصادية خانقة تعاني بها العديد من الأسر المغربية، جراء تداعيات وباء كورونا، وكذا ارتفاع صاروخي طال هذا النوع من الملابس، بسبب جشع بعض التجار الذي يعمدون الى الرفع من الأثمان لتحقيق أكبر قدر ممكن من الأرباح. وأجمع العديد من المتحدثين لجريدة البديل السياسي ، أن الجشع هو القاسم المشترك الذي يربط الكثير من التجار بانعدام الضمير، واستغلال اضطرار الاباء لشراء كسوة العيد لرسم فرحة عيد الفطر على وجوه فلذات كبدهم، رغم تراجع القدرة الشرائية لديهم، وتدني مستوى العيش خصوصا عند ذوي الدخل المحدود، والطبقات المتوسطة.

صرحت مليكة، وهي ربة بيت لجريدة البديل السياسي  أن الأسعار نار على نار خاصة ملابس الأطفال الصغار التي تقل أعمارهم عن 10 سنوات، وأثمانها مبالغ فيها، وليست في المتناول، وتضيف أن أصحاب المحلات التجارية يستغلون موسم العيد برفع الأسعار، وهو الأمر الذي يساهم في استنزاف الجيوب، ويزيد من معاناة الأسر مع كثرة النفقات.

وقال عبد الصمد، وهو موظف في احدى الجماعات المحلية باقليم الناظور، بأن عائلته تتألف من أربعة أطفال، ويصعب عليه اقتناء كسوة العيد لهم، في ظل راتبه الشهري الذي لا يكفيه، ويضطر الى اﻹقتراض في أحيان كثيرة، وفي كل المناسبات، أمام الظروف القاهرة وغلاء الأسعار، وهو الأمر الذي يجبره الى قلب الوجهة الى الملابس الرديئة المنخفضة الأثمان، والتي قد تتلاشى في ظرف قياسي ﻹنعدام الجودة بها.

وفي جولة الى المركب التجاري بزايو التابعة اداريا ﻹقليم الناظور، لاحظنا ارتفاع الأسعار الرهيب والمقلق للاباء، حيث تراوح سعر سروال “جينز” عادي ما بين 120 الى 180 درهم، وسعر الأقمصة من الماركة العادية بين 90 الى 160 درهم، وقفزت أسعار الأحذية الرياضية بشكل ملفت، اذ ارتفع ثمن حذاء رياضي غير أصلي ماركات “مقلدة”، لتلامس سقف 250 درهم في واحد من مظاهر الغلاء الصاعقة للجيوب في زمن الكورونا.

واستفسرت جريدة البديل السياسي أحد تجار المركب التجاري بذات المدينة عن موجة الغلاء هاته، وصرح بأن المحلات التجارية تشهد حالة من اﻹنتعاش خلال العشر الأيام الأخيرة رغم الأزمة اﻹقتصادية التي تعيشها العديد من المناطق، حيث ساهمت تحويلات أبناء الجالية المغربية في الخارج، في اطار مبدأ التكافل والتضامن مع أفراد أسرهم الى خلق رواج تجاري خصوصا، مع حرص الأسر المغربية على شراء ملابس العيد لأبنائهم.

وقال المتدخل، بأن ارتفاع الأسعار ليس فقط بسبب جشع بعض من التجار، ولكن هناك أسباب عديدة تساهم في لهيب الملابس منها، ارتفاع ثمن القماش بالجملة، وكذا الضرائب المفروضة على السلع المستوردة من الخارج، وهو الأمر الذي ينعكس سلبا على القدرة الشرائية للمواطن.

الأكيد أن العديد من أسواق المملكة، ستعرف حركة تجارية استثنائية خلال ما تبقى من أيام ﻹستقبال عيد الفطر، رغم النداعيات الحادة لوباء كورونا نتيجة اقبال المواطنين على شراء كل ما يدخل السرور على أطفالهم، وهو ما سينعش التجارة التي احتضرت في بعض المناطق منذ ما يقرب السنتين.

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار