أسرة التعليم بإقليم الناظور تفقد إبنا من أبنائها البررة الأستاذ فضيلة العلامة سيدي ميمون فضيل
جريدة البديل السياسي :
وداعا أخي .. وداعا صديقي العزيز وداعا استاذي .. ليس هُناك أشد قسوةً وألماً على الشخص أكثرُ مِن أن يسمع نبأ وفاةِ صديقٍ كان أقربُ مِن أخٍ له.
خاصةً إذا ما كان الصديق وفياً صادقَ الوعدِ لهذهِ الصداقة لآخرِ لحظةٍ قَبل أن يأخذهُ الموت مِن صديقه، على الرّغمِ مِن أنّ الموت حقٌ على كُلِ إنسان، إلا أنّهُ الأقسى والأصعب ولأفجع على النفسِ، ولا يبقى لنا سوى تذكُر الذكريات التي كانت تجمعنا معهُم والدعاء لهم في قبرهم.
دموع صامتة خرجت بحرقة تحمل مشاعر الحزن والأسى من اصدقائك ومحبيك وعائلتك وهم يودعونك إلى مثواك الاخير، شريط ذكريات اختزلت نحو ثلاثين عاما من الذكريات القريبة والبعيدة، رحلت عن دنيانا تاركا لنا طيب عملك وحسن سيرتك، ونقاء سريرتك، واجمل ذكريات الصداقة والأخوة التي ربطتنا بك وبأسرتك الكريمة لتلك الشجر الطيبة التي أثمرت الطيبون والطيبات التي غرسها وسقاها استاذنا وشيخنا فضيلة العلامة المرحوم سيدي ميمون فضيل رحمة الله عليه، تلقيت نبأ وفاتك المفجع الذي هزَ القَلب بمشاعر مرهفة لم اقو على تحملها، والآن نحن لا نملك يا صديقي يا أخي الراحل في كل الأحوال الا الدعاء والتضرع إلى الله ان يتغمد برحمته فقيدنا العزيز، فهو الملاذ والمخرج الوحيد من حالة الحزن والأسى بكل هذه المشاعر الفياضة.
رحل الصديق العزيز، ليرحل معه رمز الإخلاص والوفاء، وعزاؤنا انه ترك ارثا ضخما من الاعمال الجميلة الراقية في تعليم أبنائك التلاميذ في المؤسسات التعليمية العمومية ودروسك وخطبك فوق منابر المساجد وعمل معه طوال تلك المسيرة خيرة التلاميذ ليمهد لهم دربا يسيرون عليه وينهجون مدرسته المتميزة بالصدق والابداع والموضوعية، رحمك الله صديقي رحمة واسِعة.
رحلت يا صديقي من بينِ كُلِ الملايين، وتركتنا وحدنا نُصارِع أمواج المآسي، مات صديقي الأستاذ المرحوم فضيلة العلامة سيدي ميمون فضيل وسَيموتُ غَيرهُ الكثيرون، وسَنَموت نحنُ عن قريبٍ أو بعيد، وننزِل منازِل كما نزلت، ونقف بين يدي الملِك يوم الوعيد، وهذهِ سُنَة الله تعالى في خلقه انه لا باقي سواه والكل سيفنى.
رحمك الله يا ابا التلاميذ لقد ابدعت وامتعت فرحلت قرير العين.. وفي النهاية لا نجد ما نقوله سوى اننا فقدناك حقا وستظل ذكراك محفورة في القلوب والوجدان.
وندعو الله العلي القدير ان يلهم اهلك وذويك وكل محبيك الصبر والسلوان.
«إنا لله وإنا اليه راجعون».
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار