غير مصنف

أثر ومآثر وتاريخ وتراث وثقافة وفن وفلكلور وذاكرة وعادات وتقاليد ..بقلم الأستاذ محمادي راسي

الأستاذ محمادي راسي – جريدة البديل السياسي :

من المستحيل أن تجد واحات أو سرادقات أو مدشرا أوقرية أو بطن قبيلة أو فخذها أو مدينة ، بدون أثر ومآثر وتاريخ وتراث وثقافة وفن وفلكلور وذاكرة وعادات وتقاليد ، مدينة بني انصار مدينة منسية مهملة ،كأنها يتيمة بدون أهلها ،مجردة من تراثها الشعبي ،والشعر الغنائي ، والشعر الريفي ، وثقافتها الفنية والرياضية ،حتى تقاليد الأعراس ؛اندثرت وانقرضت ، لم يعد قائما ذلك التعاون والتآزر والتزاور والتواصل وصلة الرحم ،والتشارك بالرقص “الشظيح” بالوقوف صفا صفا بمشاركة النساء والرجال ،والغناء إ”زران “بالجلوس من طرف الفتيات ، دليل على المشاركة الفعالة والفرح القوي ، والحبور العظيم.

ــــ بسبب ثقافة التيه والتكبر والتبجح والافتخار بالأموال ـــ كانت الأعراس قديما عبارة عن أسبوع ثقافي ، واليوم الأعراس تدوم بضع ساعات ،وقد لا ترى فيها عائلتك وأحبابك وأصدقاءك ، لتسألهم عن أحوالهم وصحتهم وانشغالاتهم وأسرهم وعدد أفرادها ، وجميعا ؛ترشفون كؤوس شاي ، لقضاء وقت ممتع ؛ بين دردشة ونكت ومستملحات وملح وحديث في مختلف الأمور ،ثم كانت هناك المساعدة المادية المتجلية في “رغرامث “، عربون المحبة والتعاون والتآزر والتواضع والدعم ، وعدم التبذير والإسراف في الإنفاق من حيث تغطية مصاريف العرس كلها من طرف صاحب العرس فقط .

وقد ذكرني بالاعراس بعض مقاطع الفيدوهات نشرها السيد لحبيب محمودي وأحمد يشو ،ورجعت بي إلى أيام التواضع وطريقة الافراح التي كان يقوم بها أسلافنا وأجدادنا .

إنها عادة طيبة ،تجمع بين أواصر القرابة والعائلة ، وتقوي روابط الصداقة بين المعارف والاصدقاء ، لنسيان رتوب الحياة والملل …ماأحوجنا إلى مثل هذه العادات الجميلة التي تتجلى في المشاركة الفعلية في الأعراس عن طريق المساعدة المادية والمعنوية ،للتغلب على تكاليفها ، فأعلنوا نكاحكم ، وأخفوا حجكم . تحية إلى لحبيب محمودي وأحمد يشو وإلى جميع الأصدقاء ، فلابد من إنشاء دار أو متحف لجمع هذا التراث الذي ضاع منه الشيء الكثير ، ولا نعرف عنه إلا النزر القليل ،والشيء اليسير

 

 

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار