جريدة البديل السياسي – عبد القادر بوراص
وجدة: “القرار الأممي 2797 ومسار تسوية النزاع في أفق تكريس الواقعية السياسية بمنظور الشرعية الدولية”:
موضوع ندوة وطنية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية
احتضن مقر دار فجيج، وسط مدينة وجدة، عصر يوم السبت 27 دجنبر 2025، ندوة وطنية كبرى حول “القرار الأممي 2797 ومسار تسوية النزاع في أفق تكريس الواقعية السياسية بمنظور الشرعية الدولية”، نظمتها الكتابة الإقليمية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بعمالة وجدة – أنجاد احتفالا بعيد الوحدة وإحياء لذكرى استشهاد المناضل عمر بنجلون، ترأسه الدكتور عمر أعنان بصفته برلمانيا وكاتبا إقليميا لحزب الوردة بعمالة وجدة – أنجاد، بحضور وازن لمناضلي التنظيم المذكور، شيبا وشبابا، من عمالة وجدة – أنجاد وخارجها، إلى جانب عدد من ممثلي الهيئات الشريكة والناشطات والنشطاء الجمعويين والمثقفين والمبدعين، غصت بهم جنبات قاعة الأنشطة والندوات الفسيحة حتى ضاقت بعددهم، وجعلت بعضهم يتابع الندوة بالفناء الخارجي للمقر.
. الندوة ذات الأبعاد الوطنية المحضة التي اشرفت الناشطة السياسية والجمعوية بشرى حسني على تسيير فقراتها بمهارة عالية، افتتح فعالياتها الدكتور عمر أعنان بكلمة ترحيبية بالحضور قبل أن يشير إلى أن هذا اللقاء الذي وصفه بالنضالي والفكري، يندرج في إطار الاحتفاء بعيد الوحدة الترابية، وإحياء للذكرى الخالدة لاستشهاد المناضل الكبير عمر بنجلون، رمز الالتزام، ونموذج المثقف المناضل الذي وهب حياته لقيم الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
وأضاف الكاتب الإقليمي للحزب أن “اجتماعنا اليوم ليس مجرد وقفة وفاء لروح شهيد الحركة الاتحادية، بل هو أيضا لحظة تأمل جماعي في راهن قضايانا الوطنية، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية، من خلال القرار الأممي 2797 ومسار تسوية النزاع، في أفق تكريس الواقعية السياسية في إطار منظومة الشرعية الدولية، بما يخدم وحدة الوطن وسيادته ويعزز موقع بلادنا إقليميًا ودوليا”.
وأكد المتحدث ذاته بأن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وفاءً لتاريخه ولمبادئه، يعتبر الوحدة الترابية قضية وطنية جامعة، لا تقبل المزايدة ولا التوظيف الضيق، بل تستدعي الوضوح السياسي، والمسؤولية الوطنية، وربط الدفاع عنها بمشروع ديمقراطي حداثي، قوامه الحقوق والحريات، والتنمية المجالية، والعدالة الاجتماعية، مبرزا في الوقت ذاته إلى أن اختيار الحزب لهذه المناسبة، وهذا العنوان، وهذا الفضاء، إنما يعكس إيمانهم العميق بأن الوفاء للشهداء لا يكون فقط باستحضار أسمائهم، بل باستمرار معركتهم من أجل مغرب ديمقراطي، قوي بوحدته، متماسك بجبهته الداخلية، ومنفتح على المستقبل بثقة ومسؤولية.
وعرف اللقاء كلمة مؤثرة جدا ألقاها عن بعد ابن عين بني مطهر أمين بنجلون، ابن أخ الشهيد عمر بنجلون، قدم فيها لمحة عن نضالات عمه وتضحياته للنهوض برقي الوطن في مختلف المجالات، ودفاعه المستميت عن العدالة والكرامة الاجتماعية، مما عرضه للسجن عدة مرات. كما عدد بعض مبادئه وموافقه اتجاه مجموعة من القضايا التي كانت تشغل بال الرأي العام.
وختم أمين بنجلون كلمته التي تابعها الحضور باهتمام بالغ بسرد بعض المواقف والأمور العائلية الشخصية لأسرة الشهيد عمر بنجلون الصغيرة. وكان الحضور مع كلمات أخرى للمشاركين في هذه الندوة المثمرة بامتياز أشادت في مجملها بالقرار 2797 ودعت إلى ضرورة مواصلة الجهود لطي ملف صحرائنا المغربية بصفة نهائية حتى يعم الخير والنماء في ربوع وطننا الحبيب، ومعه كافة أقطار المغرب العربي الكبير. وكان للكلمة الموزونة المعبرة نصيب من فعاليات هذا اللقاء الفكري، حيث تم تقديم قصائد شعرية ذات بعد وطني واجتماعي، أثارت اهتمام الحضور فصفقوا لها بحرارة. وتوجت أشغال هذا اللقاء بنقاشات عميقة وتوصيات هادفة وبناءة، تخدم كلها الوطن وتدافع عن مصالحه العليا.
تعليقات
0