جريدة البديل السياسي
حذرت منظمة الأمم المتحدة من تدمير “مافيا” المقالع للرمال المغربية، عن طريق الاستغلال المفرط وغير المشروع لموارد الرمال. وأوضح برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة، في تقرير جديد، أن الزيادة في الطلب على الرمال تبلغ ثلاثة أضعاف على مدار العشرين عاما الماضية، وسط تزايد عدد السكان والتوسع الحضري وأعمال البناء، وهو ما ساهم في تآكل الشواطئ والفيضانات والجفاف.
10 ملايين متر مكعب في السنة من الرمال الساحلية تستخرج بطرق غير قانونية
وأدرج التقرير الأممي المغرب ضمن الدول التي تعاني من استخراج الرمال الساحلية بطرق غير قانونية، مشيرا إلى أن نصف رمال المملكة (حوالي 10 ملايين متر مكعب في السنة) تأتي عن طريق استخراج الرمال الساحلية غير القانونية، مضيفا أن “مافيات” تهريب الرمال حولت شاطئا كبيرا يوجد بين مدينتي آسفي والصويرة إلى “منظر صخري”، وزاد: “في كثير من الأحيان تتم إزالة الرمال من الشواطئ في المغرب لبناء الفنادق والطرق وغيرها من المشاريع المتعلقة بالسياحة”.
ونبه التقرير إلى استمرار البناء في بعض المناطق الرملية بالمغرب، وقال إن من “المرجح أن يؤدي ذلك إلى وضع غير مستدام وتدمير المناطق الطبيعية الرئيسية والجذابة بالنسبة إلى الزوار”، موردا أن مدينة أصيلة شمال المغرب عانت أيضا من تآكل شديد لشواطئها بسبب مشاكل قانونية والضغوط المتعلقة بالسياحة، مضيفا أن العديد من المباني القريبة من الساحل أصبحت الآن في خطر، بسبب التآكل الذي يشهده شاطئ المدينة.
وقال التقرير ذاته إن استخراج الرمال أصبح مشكلة عابرة للحدود، لافتا الى أن هذه العملية أصبحت تنمو بشكل كبير بسبب ارتفاع الطلب في المناطق، التي لا تتوفر على موارد محلية من الرمال، ومشيرا إلى أن “الاستخراج غير المهيكل والمنضبط لهذه الرمال يؤدي إلى التآكل الساحلي ويهدد المياه والبحر، فتكون له آثار بيئية خطيرة”.
رمال “مغشوشة” تهدد سلامة المواطنين
وسبق أن نشرت منظمة “سورف رايدر” فرع المغرب، والمهتمة بالشأن البيئي وحماية الشواطئ، بداية الشهر الماضي، فيديو من أربعين ثانية على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، يوثق لعملية نهب واستنزاف رمال شاطئ بأكادير، وسط موجة من الاستنكار العارم. وكشفت المنظمة أن الأمر يتعلق بشاطئ “إمسوان” شمال أكادير، والذي صنف من قبل “فوربس” سنة 2017 كأحد أفضل شواطئ العالم، حيث حل شاطئ إمسوان في الرتبة العاشرة ضمن قائمة “فوربس” التي ضمت 27 شاطئا عبر العالم، ووصفته المجلة الأمريكية بـ”جنة راكبي الأمواج”. كما سبق وحذرت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان من خطر “الرمال المغشوشة”، والتي تستخرج من الشواطئ وتهدد سلامة المواطنين.