جريدة البديل السياسي |قضايا المجتمع

من طنجة، شبكة الجمعيات الدكالية تضع اللبنات الأولى لمخططها الاستراتيجي الجديد: انطلاقة نوعية نحو مجتمع مدني أكثر تأثيرًا.

491007734_1061358222690175_1565451858018213539_n

جريدة البديل السياسي – نورالدين عمار.

في خطوة نوعية تعكس دينامية جديدة داخل المجتمع المدني المغربي، احتضنت مدينة طنجة، عاصمة البوغاز، نهاية الأسبوع الماضي، لقاءً تكوينياً استراتيجياً نظمته شبكة الجمعيات الدكالية RADNG، وذلك في إطار انطلاقتها نحو بلورة مخطط استراتيجي تشاركي يستجيب للتحولات الوطنية والدولية التي يشهدها العمل الجمعوي.

اللقاء، الذي انعقد بإحدى القاعات الخاصة بفندق مصنف بالمدينة، امتد على مدى يومين، وضم نخبة من أطر الشبكة من المكتب المركزي والمجلس الجمعوي، بالإضافة إلى ممثلين عن هيئة التطوع التابعة لها. كما عرفت هذه المحطة التكوينية مشاركة خبير دولي مرموق في مجال التخطيط الاستراتيجي الجمعوي، ما منح اللقاء بعدًا تقنيًا ومهنيًا عالي المستوى.

وأكد السيد محمد بنلعيدي، رئيس شبكة الجمعيات الدكالية، في تصريح للمناسبة، أن هذا اللقاء يأتي في إطار برنامج شراكة مع منظمة “محامون بلا حدود” ASF، ضمن مشروع “حوار” الممول من طرف الاتحاد الأوروبي، والذي يشمل أيضًا منظمات مرموقة كـ”منظمة الإعاقة الدولية” و”جمعية أمان لحقوق الطفل”.

وبيّن أن الهدف من هذا الورش التكويني هو تعزيز قدرات أعضاء الشبكة وتأهيلهم للمرحلة المقبلة التي ستعرف اشتغالًا مكثفًا على برامج ترافعية تُعنى بالحق في الولوج إلى العدالة، خاصةً للفئات الهشة والمهمشة. وأضاف بنلعيدي أن الشبكة تعرف تحولًا عميقًا في توجهاتها، حيث أصبحت برامجها تحمل بعدًا وطنيًا ودوليًا، ما يرفع من حجم المسؤولية الملقاة على كاهل أعضائها، ويجعل من الشبكة فاعلًا مدنيًا استراتيجيًا في المشهد الحقوقي والاجتماعي بالمغرب.

لا تقتصر أهمية هذا اللقاء على الجانب التكويني فحسب، بل يشكل محطة مفصلية في إعادة تموقع الشبكة داخل المشهد الجمعوي المغربي، كهيئة قادرة على صياغة مقترحات وحلول واقعية لقضايا مجتمعية ملحة، وعلى رأسها العدالة الاجتماعية والحقوق المدنية للفئات الهشة.

فمن خلال هذا المخطط الاستراتيجي، تسعى الشبكة إلى ترسيخ مقاربة تشاركية في تدبير الشأن الجمعوي، وتحقيق الاستدامة المؤسسية والتنظيمية لبرامجها، وجعلها أكثر نجاعة وتأثيرًا في صناعة السياسات العمومية، خاصة في المجالات المرتبطة بحقوق الإنسان والتنمية المحلية

. لقاء طنجة لا يعكس فقط حرص الشبكة على تطوير أدائها الداخلي، بل أيضًا على توسيع إشعاعها الوطني والدولي، من خلال الانخراط في تحالفات استراتيجية مع منظمات ذات وزن عالمي، ما يمنحها إمكانية التأثير والترافع في ملفات معقدة تهم مستقبل العدالة الاجتماعية بالمغرب

. وفي خضم التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعرفها المغرب، يبدو أن شبكة الجمعيات الدكالية تتجه نحو لعب دور ريادي في تجديد الخطاب والعمل الجمعوي، بما يضمن جعل المجتمع المدني فاعلًا محوريًا في ترسيخ الديمقراطية التشاركية والتنمية المستدامة.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة البديل السياسي