جريدة البديل السياسي -محمد طهيري
لخميس القديم: بين سوق القبيلة ومنابع المياه العذبة بدأت الحكايات
سألتني إحدى بناتي الثلاث يوما: من نحن؟النسب والقبيلة؟؟
إستجمعت ما تعلق في ذاكرتي وحاولت أن أجيب:
منذ أواخر القر19وعلى مشارف القرن العشرين نزل جدي الأكبر السي الطاهر من أعالي أمجاو من قبيلة بني سعيد بدار الكبداني،:فقيها وإماما ومعلما للقرآن،باحثا عن لقمة العيش وموطيء القدم،فاختار مع عشيرته الاستقرار في السفح الشرقي لتل أولاد تحاضيات ضمن تراب قبيلة بني بويفرور بداءرة قلعية ،قرب سوق لخميس المعروف آنذاك بخميس جزولة..قبل أن يتم تحويله الى ازغنغان حوالي1912..وبمحاداة العيون المتدفقة بماء عذب ووفير (ثرا عياش-ثراالوضوء-ثرا وزو-ثرا نرحمام-ثرا نتيني..)كأنها بركة نزلت من السماء..
في حضن تل أولاد تحاضيات شيد جدي السي الطاهر بيتا من طين وحجر،مفتوح من جهة الشرق على ضوء الصباح،تتسلل اليه الأشعة كل صباح بهدوء.
وفي الغرب كان جبل وكسان يعلو بوقفته الأزلية. وشمالا تمتد تلال أفرا وإمشروبا لترتفع تدريجيا نحو جبال كوروكو وقلعة تازوضا التاريخية. اما جهة الجنوب يبدو ف سهل بوسخان ودوار لغريبة ، ومن بعيد تلوح بلدة العروي المتعبة وما يليها من اراضي بني بويحيي.
وفي ذلك البيت بفناء ه الواسع عاشت الأرواح الطيبة كما الكاءنات الكثيرة من دجاج وقطط.. وللحمار ركن لا يقل شأنا عن الآخرين. وكلب وفي يحرس الجميع بحماس وإخلاص.
وتحيط بالبيت سياجات من أغراس الصبار …ينتج ثمارا لذيذا صيفا ويوفر الضلال للدجاج والارانب لتبيض وتتناسل في هدوء..ويرد الصبار الغرباء ويمنح البيت شيءا من الحصانة الطبيعية..بل كان ايضا في غياب المراحيض يقوم مقامها للكبار والصغار…
هناك امتزجت الأرواح كما امتزجت الأسماء..عاش السي الطاهر مع زوجتيه وأبنائه من الكبير الى الصغير..
من الاولى :عبد القادر وأموح أمعنان وآخرين.. ومن الثانية :عبد الرحمان (جدي من والدي)وعمر والحسن ومامة واخرون..
ترعرع الأبناء على سفح التل واختاروا بأهل القبيلة وتصاهروا مع العائلات الاصلية:
آيت حمو وآيت خراطي من دوار أولاد تحاضيات وآيت حوليش وآيت بجطيط من إحجاما وآيت بوشتى من بقوية.
كبر الأبناء والاحفاد واعتزوا بالنسب ..فمنهم من حمل لقب الطاهري تيمنا بجده ومنهم من حمل اسم المرابط نسبة الى إمرابظن أهل الورع ورمز السلام المباركة..
لكن كما هو الحال في المجتمعات القبلية حيث قانون الأعراف والقبيلة.. حيث تتأرجح الروابط العائلية بين التماسك والانشطار،وقع الانقسام الطبيعي حيث تتضارب مصالح الزوجات وتتداخل تطلعات الأبناء…
ولأن الارض رغم قلتهاكانت الدافع والمحركات.. اختار الأبناء تقسيم ارثهم الممتد على سفح التل أولاد تحاضيات من مجرى وادي إحجاما الى أعالي التل..
استقر عبد القادر الابن البكر ومعه إخوته من الزوجة الاولى في السفح السفلي حيث عين الحمام (ثرا نرحمام)بماءها الباردصيفا والدافيء شتاء وسهل أذمار نرحمام.
أمام جدي عبد الرحمان ،فضل البقاء هو وإخوته الصغار من الزوجة الثانية البقاء في البيت القديم أعلى التل..
ذلك البيت الذي شهد صرختي وكان مسقط رأسي انا ابن محند عبد الرحمانوفضمة الخراطي ابنة مامة السي الطاهر.
وهكذا بدأت الحكاية من نسل الفقيه والنساء الصادرات ومن بيت شهد ميلاد الآباء والاعمام.
نحن اليوم جيل اخر نقف على الاطلال ونواجه المنة جديدة وملاعب من نوع آخر. لكن لا ننسى أن بدايتنا كانت هناك في بيت من طين وحجر بمحافظة سوق لخميس وفي أحضان الينابيع العذبة.
مجرد حكايات لجغرافية الجذور احكيها لبناتي الثلاث ولمن يهمه شان النسب وممن اتقاسم معهم الحب والأمل.. تحياتي
تعليقات
0