جريدة البديل السياسي |البديل الدولي

قبل أيام من عيد الاضحى..دعوة مجهولة في فرنسا لمقاطعة النحر

WhatsApp-Image-2025-05-18-at-09.47.14-1024×576.jpeg.webp.pagespeed.ce.AcGHN3Gdd6

جريدة البديل السياسي 

في سياق اقتراب عيد الأضحى المبارك، أثير جدل في فرنسا بعد انتشار دعوة مجهولة المصدر تدعو مسلمي إقليم “لو غار” جنوب البلاد إلى مقاطعة شعيرة نحر الأضحية، المقررة مبدئيًا يوم 6 يونيو 2025. اللافتة، التي وُضعت في فضاء عمومي دون توقيع، خلقت حالة من الارتباك وسط أفراد الجالية المسلمة، بينهم عدد كبير من المغاربة الذين يشكلون نسبة مهمة من مسلمي فرنسا.

ووفقًا لما نشرته صحيفة “Objectif Gard” الفرنسية، فقد قوبلت هذه الدعوة برفض واسع من شخصيات ومؤسسات دينية، على رأسها عبد الله زكري، رئيس الجمعية الدينية لمسجد السلام في مدينة نيم، الذي أكد أن هذه المبادرة “تفتقر لأي شرعية دينية وتُبنى على مبررات واهية”، محذرًا من الانسياق وراء “أئمة نصّبوا أنفسهم بأنفسهم” ويدفعون بخطابات قد تزرع البلبلة داخل الجالية. زكري شدد على أن عيد الأضحى يرمز إلى “قيم روحية وإنسانية عميقة من تضحية وتكافل ومشاركة”، داعيًا المسلمين إلى الاستمرار في الاحتفال به وفق ما جرت عليه العادة.

وتأتي هذه المستجدات في وقت لم تصدر فيه السلطات الفرنسية، لاسيما في إقليمي لو غار ولو هيروه، أي قرار بمنع شعيرة الأضحية هذا العام. بل إن السلطات المعنية ذكّرت فقط بالقواعد التنظيمية الخاصة بالذبح، بما فيها حظر الذبح العشوائي، ومنع نقل الأغنام والماعز بين 8 ماي و8 يونيو، إلا إذا تم ذلك بين مربين مصرح بهم أو في اتجاه مسالخ مرخص لها.

وتحظى هذه النقاشات بمتابعة دقيقة من طرف الجالية المغربية المقيمة بفرنسا، والتي تحرص على الحفاظ على ممارساتها الدينية المرتبطة بالهوية والثقافة، في ظل سياقات أوروبية معقدة. كما تكتسي هذه المسألة بعدا رمزيًا إضافيا بالنسبة للمغاربة، خصوصًا في ظل النداء الذي وجهه الملك محمد السادس إلى المغاربة في فبراير الماضي، حيث أهاب بضرورة مراعاة الظرفية الوطنية الصعبة الناتجة عن الجفاف وتقلص أعداد القطيع الوطني، فضلًا عن التأثيرات الاقتصادية، وعدم إقامة شعيرة النحر هاته السنة.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة البديل السياسي