احمد عاشور -جريدة البديل السياسي
في خضم تصاعد مؤشرات التوتر والاحتقان الاجتماعي، أصدرت فروع حزب فدرالية اليسار الديمقراطي بجهة الشرق، يوم 13 يونيو 2025، بيانا سياسيا لاذعا، تضمن موقفا حازما من ما وصفته بـ”الهجمات القمعية المنظمة” التي تستهدف مناضلي الحزب في عدد من مناطق المغرب، وعلى رأسها الرباط، المضيق، ومدينة فيجيج.
البيان الذي حمل توقيع فروع الحزب بالناظور، العروي، زايو، وجدة، بركان، جرسيف، وجرادة، اعتبر أن ما يجري هو محاولة ممنهجة لإخماد الصوت النضالي للحزب، سواء داخل المؤسسات المنتخبة أو في الشارع، وذلك عبر التضييق على المستشارين والناشطين، واعتقال المناضلين، وتشويه سمعتهم باستعمال “أساليب رخيصة ولغة منحطة وكارتيلات ريعية”، حسب تعبير البيان.
واستحضر البلاغ في مقدمته التضييق المتواصل على الرفيق فاروق مهداوي، عضو المكتب السياسي للحزب والكاتب الوطني لشبيبة الفدرالية ومستشار جماعي بالرباط، من خلال استدعاءات متكررة وبلاغات وصفها البيان بـ”البئيسة”، إضافة إلى اعتقال المناضل محمد بنعلي بالمضيق، و”الهجوم المكشوف” على مستشاري الحزب بجماعة فيجيج، في ما اعتبره البيان “تآمرا بين السلطة المحلية وتجار الريع الجمعوي لإضعاف الحراك المحلي”.
وأكدت فروع الحزب بالجهة الشرقية أن هذا التضييق المتزايد يندرج في إطار سياسة ممنهجة لكبح الدينامية المتصاعدة التي يشهدها الحزب على عدة واجهات، منها النقابية، والحقوقية، والشبيبية، والمؤسساتية، إلى جانب الانخراط في قضايا الدفاع عن المال العام ودعم المتضررين من السياسات العمومية، كما حدث في ملفات زلزال الحوز وهدم الدور السكنية.
وعبرت الفروع عن تضامنها المطلق مع كل من فاروق مهداوي ومحمد بنعلي، وعموم مناضلي ومناضلات الحزب، مشددة على أن الرد على هذه الاستفزازات لن يكون بالتراجع أو الصمت، بل بمزيد من الانخراط في “مبادرات المقاومة المدنية والسياسية الديمقراطية”، وفق ما ورد في البيان.
وفي ختام البيان، رفعت فروع الحزب شعارا يعكس الروح التي تؤطر موقفها في هذه المرحلة الدقيقة:
“ما لا يأتي بالتضامن، يأتي بمزيد من التضامن.”
ويأتي هذا التصعيد الخطابي في وقت تتنامى فيه مؤشرات التوتر بين عدد من القوى الديمقراطية التقدمية في المغرب وأجهزة السلطة، وسط تنامي خطاب الاستعداء السياسي والتضييق على الحريات، ما يعيد إلى الواجهة أسئلة جوهرية حول مستقبل العمل الحزبي الجاد والمعارض، وموقع القوى اليسارية داخل المشهد السياسي الوطني.
تعليقات
0